351

Tawilat

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

Noocyada

" كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف، فخلقت الخلق؛ لأعرف "

، وكل صنف من أصناف العالم؛ فهو حرف من حروف كلمة المعرفة، ولكنه خلق نسخة العالم بما فيه وركب من أصناف العالم؛ فهو أيضا كلمتة المعرفة: كالعالم بما فيه، وليس للعالم ولا لصنف من أصنافه هذا الاستعداد، وكما أثبت الله تعالى للإنسان بقوله تعالى:

سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم

[فصلت: 53]، وهذا مقام مخصوص بالإنسان الكامل المزكي بتزكية الشريعة، المربي بتربية أرباب الطريقة، وإنما خص عليه السلام بهذا الاسم؛ أعني: الكلمة من بين سائر الأنبياء والأولياء لمعنيين:

أحدهما: أنه خلق مستعدا لهذا الكمال في بدء أمره وحال طفوليته من غير احتياج إلى التربية، كقوله تعالى في المهد

إني عبد الله آتاني الكتاب

[مريم: 30]، فقد فهم من كلمة نفسه معرفة ربه، كما قال صلى الله عليه وسلم:

" من عرف نفسه عرف ربه ".

والثاني: إنه لما كان الله تعالى متولي إلقاء روح عيسى عليه السلام إلى مريم، كما قال تعالى:

فنفخنا فيه من روحنا

Bog aan la aqoon