Tawilat
التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي
Noocyada
" كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف، فخلقت الخلق؛ لأعرف "
، وكل صنف من أصناف العالم؛ فهو حرف من حروف كلمة المعرفة، ولكنه خلق نسخة العالم بما فيه وركب من أصناف العالم؛ فهو أيضا كلمتة المعرفة: كالعالم بما فيه، وليس للعالم ولا لصنف من أصنافه هذا الاستعداد، وكما أثبت الله تعالى للإنسان بقوله تعالى:
سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم
[فصلت: 53]، وهذا مقام مخصوص بالإنسان الكامل المزكي بتزكية الشريعة، المربي بتربية أرباب الطريقة، وإنما خص عليه السلام بهذا الاسم؛ أعني: الكلمة من بين سائر الأنبياء والأولياء لمعنيين:
أحدهما: أنه خلق مستعدا لهذا الكمال في بدء أمره وحال طفوليته من غير احتياج إلى التربية، كقوله تعالى في المهد
إني عبد الله آتاني الكتاب
[مريم: 30]، فقد فهم من كلمة نفسه معرفة ربه، كما قال صلى الله عليه وسلم:
" من عرف نفسه عرف ربه ".
والثاني: إنه لما كان الله تعالى متولي إلقاء روح عيسى عليه السلام إلى مريم، كما قال تعالى:
فنفخنا فيه من روحنا
Bog aan la aqoon