Tawilat
التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي
Noocyada
[مريم: 12]، { وسيدا } [آل عمران: 39]؛ أي: حرا من رق الكونين، بل سيدا لرفعتي الكونين { وحصورا } [آل عمران: 39]، نفسه عن تعلق بالكونين، { ونبيا من الصالحين } [آل عمران: 39]؛ لقبول فيض الإلوهية بلا واسطة؛ لأنه كان من أهل الأول.
[3.40-46]
ثم أخبر عن ظهور الآيات أنها موجبة لمزيد الطاعات بقوله تعالى: { قال رب أنى يكون لي غلام } [آل عمران: 40]، الإشارة في الآيتين: إن استبعاد زكريا عليه السلام الولد وتعجبه في قوله: { أنى يكون لي غلام } [آل عمران: 40]، ما كان من قبل قدرة الله تعالى، ولكن من قبل استحقاقه لنيل هذه الكرامة؛ يعني: بأي استحقاق يكون لي غلام { وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشآء } [آل عمران: 40]؛ أي: هكذا يعطي الله من يشاء لمن يشاء فضلا منه ورحمة، لا استحقاقا في شيء من الأشياء، كقوله تعالى:
ذلك فضل الله يؤتيه من يشآء
[الحديد: 21].
{ قال رب اجعل لي آية } [آل عمران: 41]، استدل بها على أن لك معي هذا الفضل تخصني بنيل هذه الكرامة من العالمين، { قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا } [آل عمران: 41]، وإنما جعل آيته في احتباسه عن الكلام لغلبات الصفات الروحانية عليه، واستيلاء سلطان الحقيقة على قلبه، فإن النفس الناطقة تكون مغلوبة في تلك الحالة بشواهد الحق في الغيب، فلا تفرغ إلى جلاء عادتها في الشهادة في الكلام إلا رمزا، وبهذا يتقوى الروح الطبعي والروح الحيواني وتستمد منه القوى البشرية، فيحيي الله به الشهوة الميتة التي أحياها الله تعالى فيحيا، والاستبقاء بهذه الحالة واستمرارها أمر في هذه الأيام الثلاثة بأن يستمد من كثرة ذكر ربه، وإقامة المراقبة بالليل والنهار، وإقامة الصلاة { واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار } [آل عمران: 41].
ثم أخبر عن الاصطفاء من النساء بقوله تعالى: { وإذ قالت الملائكة يمريم } [آل عمران: 42]، الإشارة في الآيات: إن المصطفى من الخليقة من اصطفاه تعالى فضلا منه ورحمة لا استحقاقا واستعدادا، كما ظن إبليس أنه مستحق للخيرية ومستعد بقوله:
أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين
[الأعراف: 12]، واعلم أن الاصطفاء على أنواع مختلفة منها:
اصطفاء على غير الجنس: كاصطفاء آدم عليه السلام على غير جنسه من المخلوقات بقوله تعالى:
Bog aan la aqoon