309

Tawilat

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

Noocyada

" من شغله ذكر عن مسألتي أعطيته فوق مسألة السائلين "

ومن يتوكل على الله فهو حسبه

[الطلاق: 3].

ثم أخبر عن الرجوع من المولى وأكد للتزود أمر التقوى بقوله تعالى: { واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله } [البقرة: 281]، والإشارة فيها: أن الله تعالى جمع في هذه الآية خلاصة ما في القرآن وجعلها حاملة الوحي والإنزال، كما أنه جمع خلاصة ما أنزل من الكتب على الأنبياء في القرآن وجعله خاتم الكتب، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء - عليهم السلام - وقد جمع فيه أخلاق الأنبياء، ثم نقول: إن علم خلاصة جميع الكتب المنزلة وفائدتها بالنسبة إلى الإنسان عائدة إلى معنيين:

أحدهما: نجاته من الدركات السفلى، وثانيها: فوزه بالدرجات العلا، فنجاته في خروجه عن معائب النفس، وفوزه في ترقيه على الدرجات العلا وهي ثمانية: المعرفة، والتوحيد، والعلم، والطاعة، والأخلاق الحميدة، وجذبات الحق، والفناء عن أنانيته، والبقاء بهويته.

فهذه الآية تشير إلى مجموعها إجمالا قوله تعالى: { واتقوا } [البقرة: 281]، هي لفظه شاملة لما يتعلق بالسعي الإنساني من هذه المعاني؛ لأن حقيقة التقوى مجانبة ما يبعدك عن الله تعالى ومباشرة ما يقربك إليه، دليله قول النبي صلى الله عليه وسلم إجماع التقوى في قول الله عز وجل:

إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتآء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي

[النحل: 90]، فيندرج تحت التقوى على هذا المعنى الخروج عن الدركات السفلى والترقي على الدرجات العلا، فتقوى العوام: الخروج عن الكفر بالمعرفة، وعن الشرك بالتوحيد، وعن الجهل بالعلم، وعن المعاصي بالطاعات، وعن الأخلاق المذمومة بالأخلاق المحمودة، هاهنا ينتهي سير العوام؛ لأنها نهاية كسب الإنسان وغاية جهد المجتهدين في إقامة شرائط جاهدوا فيها.

فمن هنا تقوى الخواص المجذوبين بجذبات،

لنهدينهم سبلنا

Bog aan la aqoon