255

Tawilat

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

Noocyada

؛ فمعناه أني أحافظكم بقدر التوفيق والإجابة والقبول والإنابة عليها، فحافظوا أنتم على الصلاة بالصدق والإخلاص والحضور والخشوع والمناجاة بالتذلل والانكسار والاستعانة والاستهداء والسكون والوقار والهيبة والتعظيم وحفظ القلوب بدوام المشهود، فإنما هي الصلاة الوسطى؛ لأن القلب هو الذي في وسط الإنسان ما هو واسطة ين الروح والجسد، ولهذا سمي القلب فالإشارة في تخصيص المحافظة على الصلاة الوسطى هي القلب بدوام الشهود، فإن البدن ساعة يحفظ أركان الصلاة وأبنيتها، وساعة يخرج منها فلا سبيل إلى حفظ صورتها يبعث الدوام ولا إلى حفظ معانيها بوصف الحضور والشهود، وإنما هو من شأن القلب لقوله تعالى:

إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد

[ق: 37]، فإنه من نعت أرباب القلوب أنهم في صلواتهم دائمون والإشارة إليهم في قوله تعالى: { وقوموا لله قنتين } [البقرة: 238]، رأي لعين الله فانتين أي: طالبين ومعنى الآية في التحقيق أن حافظوا على صورة الصلاة بشرائطها المأمور بها عموما، وحافظوا على معاني الصلاة وحقائقها بدوام شهود القلب للرب في الصلاة بعد الخروج خصوصا { وقوموا لله } أي: اجعلوا القيام إلى الصلاة معراجا في طلب الحق { قنتين } طالبين من الله الوصول إليه لا تسألوا عنه غيره إذا قال:

" ولعبدي ما سأل ".

[2.239-242]

وهذا هو الصراط المستقيم، فافهم جدا لكيلا تقع عن الصراط { فإن خفتم } [البقرة: 239]، عن حدة هذا الصراط ووقته وطول مسافته لضعف قلوبكم ولعجز نفوسكم ولغلبات شهواتكم وطلبات صفاتكم فاستعينوا بالله وتوكلوا ولا تيأسوا من روح الله واخرجوا من حولكم وقوتكم فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله، ففروا إلى الله { فرجالا } [البقرة: 239]، على قدم العبودية { أو ركبانا } [البقرة: 239]، على نجائب جذبات الربوبية فإنه قال تعالى:

" من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا "

، فلا تخف من طول الصراط واسجد واقترب، ولا تفزع من حدة الصراط ووقته، فإنك محمول العناية:

وحملناهم في البر والبحر

[الإسراء: 70] إشارة إلى أنه يحملكم في الصراط فعليكم بالمشي على قدم العبودية في طلب هداية الربوبية { فإذآ أمنتم } [البقرة: 239]، من خوف ضعف البشر ثقة بالألطاف الإلهية: { فاذكروا الله كما علمكم } [البقرة: 239]، في الفاتحة: { ما لم تكونوا تعلمون } [البقرة: 239]، بقوله تعالى:

Bog aan la aqoon