Tawilat
التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي
Noocyada
، فمنهم من يختص ببلاء المحنة كما كان حال أيوب عليه السلام، ومنهم من يختص بلاء النعمة كما كان حال سليمان عليه السلام واعلم أن الطريق إلى الله تعالى على جادة المحنة أقرب من جادة المنحة؛ لأن غبار بلاء المحنة بناء خلص الأنبياء والأحباء أبرز، فنزه النبوة والمحنة عن تدنس غش معدن الإنسانية، وبموت الحسية الحيوانية.
كما جاء: البلاء للولاء كاللهب للذهب، فأهل المحنة مجذوبون بجذبة البلاء واصلون إلى المبلي غير منقطعين في رتبة البلاء بالغون إلى كعبة وصال المحبوب، ألا ترى أن أيوب عليه السلام كيف وصل بجذبة
مسني الضر
[الأنبياء: 83]، إلى مشاهدة كمال
وأنت أرحم الراحمين
[الأنبياء: 83]، وذلك لأنه تمسك بيد الصبر على جذبة الضر فمسه الضر إلى الضار، فأنسته لذة مشاهدة الضار عن شهود ألم الضر، فأرى أن الضر كان جذبة فوصله إلى الضار فعرفها أنها رحمة في صورة بلاء المحنة رحمه بها محبوبه وخلصه من حبس وجوده، فقال:
مسني الضر
[الأنبياء: 83]، أي أفنيتني عني بضاريتك
وأنت أرحم الراحمين
[الأنبياء: 83]، الواو فيه واو الحال أي: في هذا الحال أرحم علي من جميع الراحمين؛ لأن رحمة الرحماء على المرحومين بالنعمة والمنحة في الظاهر لدفع الفقر والمرض وذلك أيضا بلاء؛ بلاء النعمة لبعضهم رحمة وهم أهل الوفاء، ولبعضهم نقمة وهم أهل الجفاء، كما قال تعالى:
Bog aan la aqoon