Tawilat
التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي
Noocyada
[ص: 75]، وما أفاده الإيمان الحقيقي إذا لم يكن مؤيدا من الله بفضله ورحمته قال في حقه:
وكان من الكفرين
[البقرة: 34].
{ وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا } [البقرة: 76] يعني: إذ لم يكن سماع الكلام يفيد الفريق منهم فكيف يفيد هؤلاء منا: { وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحآجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون } [البقرة: 76]، وهم من جهلهم وغفلتهم: { أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون } [البقرة: 77]، فيطلع رسوله على أسرارهم، وهذا أحد معاني إعجاز القرآن؛ يخبرهم عن مخفيات ضمائرهم ومجيبات سرائرهم { وما يعلنون } [البقرة: 77]، من تصديق بلا تحقيق وهم من عمى بصائر قلوبهم لا يبصرون المعجزات ولا يؤمنون بها.
ثم أخبر عن غاية جهلهم وخسة عقلهم بقوله تعالى: { ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني } [البقرة: 78]، الآيتين، الإشارة فيهما: أن اليهود متفاوتون في مراتب كفرهم، فقوم منهم أميون لا يعلمون الكتاب ما هو في الحقيقة إلا أماني أي: ما يتمنون من عند أنفسهم كما قال تعالى:
ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان
[الشورى: 52]، وكما قال صلى الله عليه وسلم:
" ليس الدين بالتمني "
فبعضهم أحسن درجة وأكثر جهلا، ركنوا إلى التقليد المحض، ولا يمكنهم استيفاء شهوة، بل اعترضوا بظنون فاسدة وتخمينات مبهمة، فهم الذين لا نصيب لهم من كتبهم إلا قراءتها دون معرفة معانيها وإدراك أسرارها وحقائقها، وهذا حال أكثر أهل زماننا من مدعي الإسلام، ومنهم: من أكثر شأنه ما يتمناه في نفسه ولا يساعده مكان إلا بظنون وتخمين، ومنهم: من يعتمد على كتب الأوائل وأقاويلهم الفاسدة وظنونهم الكاذبة ويكتبونه بأيديهم { ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا } [البقرة: 79]، من الحطام الدنيوية والوجاهة عند الناس { فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون } [البقرة: 79]، من الكفر والإلحاد عن الحق والاعتقاد السوء، وإغواء الخلق وإضلالهم، كما قال تعالى:
قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا
Bog aan la aqoon