Tafsiirka Muuqataa: Xaaladda Hadda ee Habka Phenomenological iyo Codsigeeda Dhinaca Diinta
تأويل الظاهريات: الحالة الراهنة للمنهج الظاهرياتي وتطبيقه في ظاهرة الدين
Noocyada
ليس من الضروري أن يكون لكل كلمة ولكل عبارة معنى في النص الظاهرياتي؛ فالمعنى لا يخرج قسرا من النص بل إنه يعطي نفسه تلقائيا إلى شعور الظاهرياتي؛ ويعتمد فهم معنى النص دائما على حاجة المفسر وعلى النص الذي يستقبل فيه شعور الظاهرياتي انفعالا خالصا؛ فيتم التوقف عنده لتحليل انفعاله، ويكون هو معنى النص؛ فالمعنى علاقة متبادلة بين الشعور والنص، بين الذات والموضوع، بين الشعاع الخارج من الشعور إلى النص والشعاع المقابل الداخل من النص إلى الشعور.
يتم الفهم إذن طبقا لما يريد الشعور فهمه، الفهم مشروط بحاجات الشعور المفسر، لا يعطي النص معنى قسرا، بل إن النص نفسه هو الذي يرسب معناه من خلال قراءته، والشرح أسوأ فهم لأنه يريد طوعا أو قسرا إعطاء معنى لنص دون أن تدعو حاجة إلى ذلك.
ولا يأتي فهم لمعنى عبارة على نحو خارجي بل على نحو داخلي؛ فالفهم مشروط بالحاجة لفهم النص، يسد حاجة في الشعور المولع بالفهم رغبة في المعرفة، فإذا ما كان الشعور في مواجهة نص دون أي توجه مسبق تكون النتيجة مجرد تكرار، وهذا لا يمنع على الإطلاق من ضرورة وجود شعور محايد أمام النص، وأقل قدرة من اليقظة ضروري للفهم، ليس الشعور فارغا تماما أمام النص، إن مجرد الاهتمام بالنص الظاهرياتي يكفي لهذا الحد الأدنى ، ويكفي أن يغوص الباحث في أعماق ذاته كي يرى الأشياء نفسها التي يعبر النص عنها، وفي التطبيق ما يهم هو معرفة أين يوجد الخلط في أي علم إنساني، ثم البحث عن التمييز الجوهري في الظاهريات الذي يمكنه توضيح هذا الخلط، والخلط بين علوم الوقائع وعلوم الماهيات خلط شائع في كل العلوم، علم النفس وعلم الاجتماع وعلم الاقتصاد وعلم التاريخ، ويسود أيضا العلوم الدينية خاصة اللاهوت المتحدث الرسمي باسمها جميعا، وفي اللاهوت العقائدي هناك أيضا خلط بين التاريخ والعقيدة. وتقدم الظاهريات تمييزا بين الواقع والماهية، بين علم الوقائع وعلم الماهيات. العقيدة هي الماهية، والتاريخ هو الوقائع. من الضروري إذن وضع التاريخ كعلم وقائع بين قوسين حتى لا تبقى إلا العقائد كعلم للماهيات، تجد الظاهريات إذن تفسيرها في تطبيقها طبقا للحاجات. (11) من النهاية إلى البداية، ومن البداية إلى النهاية
34
ليست الظاهريات علما تم اكتشافه لأول وهلة، بل هي نتيجة لبحث طويل ينتهي باكتمالها كعلم مستقل للرياضيات والمنطق وعلم النفس بل والفلسفة في التاريخ التي تكون مصادرها الأولى، الظاهريات نفسها بعد اكتمالها تتطور من جديد نحو ميادين التطبيق، ثم تتطور بعد ذلك نحو البحوث الأخلاقية والاجتماعية والدينية كما تعبر عن ذلك المخطوطات؛ فالمقاصد العميقة للظاهريات توجد في النهاية؛ أي في البحوث الأخلاقية الدينية،
35
وفهم النهاية تلقي على نحو تراجعي ضوءا كثيرا على التطور السابق؛ فالفهم الاستباقي للبداية كبحث خالص يساعد على معرفة وحدة القصد في الظاهريات، والتفسير الزماني يمهد سلفا للتفسير البنيوي، فهم البداية يؤدي إلى النهاية في التطور التقدمي، وفهم النهاية يؤدي إلى البداية في الفهم التراجعي، والظاهريات هي هذا المنهج التقدمي التراجعي لتاريخ الوعي الأوروبي.
36
تفسر الظاهريات المكتملة في النهاية الظاهريات الناشئة في البداية، فهم النهاية بالبداية، وفهم البداية بالنهاية، كما هو الحال في تسلسل الأنبياء بين آدم والمسيح أو بين إبراهيم ومحمد، لقد تجلت الظاهريات أولا بأول، فلا تحتوي الأعمال الأولى على ظاهريات ضمنية بل على العكس، يمكن تفسيرها عن طريق فهم الأعمال الأخيرة، الظاهريات في مرحلتها الأخيرة تفسر مرحلتها الأولى، المنهج التراجعي هو وحده القادر على تفسير الظاهريات، والرؤية التقدمية وحدها تستطيع أن تعطيها معناها الدقيق، وفهم النهاية يساعد أكثر على فهم كل الوسائل المستخدمة للوصول إلى هذه النهاية. (12) من التاريخ إلى البنية، ومن البنية إلى التاريخ
37
Bog aan la aqoon