Tafsiirka Muuqataa: Xaaladda Hadda ee Habka Phenomenological iyo Codsigeeda Dhinaca Diinta
تأويل الظاهريات: الحالة الراهنة للمنهج الظاهرياتي وتطبيقه في ظاهرة الدين
Noocyada
والانتقال من عبارة إلى أخرى لا يعطي أي معنى، في حين أن الانتقال من العبارة إلى الشيء، موضوع الوصف، يؤدي إلى فهم الشيء بتسليط اللغة عليه عن طريق الإشارة والعلاقة وليس بالضرورة عن طريق المفهوم أو المعنى؛ فالمنطوق بديل عن المفهوم، ويساعد العود إلى الأشياء على التخفيف من ثقل هذه اللغة الاصطلاحية التي تئن الظاهريات تحتها، بل وتساعد على توجيه المقاصد الرئيسية للظاهريات نحو اتجاهاتها المرجوة؛
5
ومن ثم يستخدم العود إلى الأشياء ذاتها الذي تريده الظاهريات كقاعدة لتفسير النص الظاهرياتي نفسه،
6
وراء اللفظ وتحت المفهوم يقبع الشيء، وبمجرد ما يلمس النص الظاهرياتي الشعور يظهر الشيء، وكل قراءة، خاصة الظاهراتية، مرتبطة بهذا اللقاء الشعوري مع النص؛ ومن ثم ينشأ الشيء في الوجدان، يكفي توضيحه حتى يظهر الشيء ذاته؛ أي الحقيقة والواقع معا.
ويتم الانتقال من الشيء إلى اللفظ في الفهم التلقائي للشيء الذي تصفه الظاهريات، فإذا كانت الظاهريات، في الواقع، عودا إلى الأشياء ذاتها، يكون من الأسهل الاتصال بالأشياء ذاتها مباشرة لإدراك ماهياتها دون المرور بالتحليل المحدد الذي قامت به الظاهريات من قبل، وبتعبير آخر يكفي لفهم الظاهريات العود إلى الأشياء ذاتها التي تتحدث عنها دون المرور بالرطانة الظاهراتية، وبعد هذا الاتصال المباشر مع الأشياء ذاتها يمكن التعبير عن الماهيات المدركة تلقائيا بلغة عادية مطابقة لبساطة الأشياء الموصوفة. ويتم الانتقال من الشيء إلى اللفظ تلقائيا وحتى دون المرور بالوصف الظاهرياتي للشيء أو باللغة التي استعملتها الظاهريات للتعبير عنه.
في الظاهر تبدو الظاهريات منهجا معقدا للغاية، خاصة فيما يتعلق ب «الجهاز المفاهيمي»، في حين أن الظاهريات في الواقع منهج بسيط للغاية، وإذا جذب هذا التعقيد المفاهيمي عديدا من الباحثين عن وعي، فإن بساطتها تجذبهم أيضا عن لا وعي، فلا يوجد أبسط من الإدراك الحدسي لواقع عياني ينكشف داخل الخبرة الحية، الإغراء العقلي للأكاديميين هو إذن المسئول عن هذه الحالة من التعقيد الذي يجد فيها المنهج الظاهرياتي نفسه الآن.
وعن طريق الفهم المباشر العميق تترك اللغة ويترك المفهوم جانبا من أجل الذهاب إلى الأشياء ذاتها، ويمكن للغة خاصة، وهي لغة الظاهريات، أن توقع في الخطأ لو أخذ كل لفظ على أنه مفهوم أو شيء، فليست المفاهيم في الظاهريات إلا الأشياء ذاتها التي يحياها الشعور، هي دلالات تحيل إلى الأشياء ذاتها، ومن أجل اختصار الطريق، يعني الفهم ترك اللغة والمفاهيم للوصول إلى الأشياء ذاتها، يعني أخذ موقف المؤلف وهو يحفر في الأشياء ذاتها، ثم يحولها إلى دلالات، ثم يعبر عنها باللغة، يعني إذن التحول من الشيء إلى المفهوم، ومن المفهوم إلى اللغة، وتأخذ الدراسات الثانوية الطريق الثاني، من اللفظ إلى المعنى، ومن المعنى إلى الشيء، صحيح أن اللغة منزل الوجود ولكن بعد بالتأمل في نواتها في الاشتقاق، وتصبح نزعة خارجية لو زعمت أنها تدرك الشيء ذاته عن طريق تجميع العبارات. (2) من اللفظ إلى المفهوم، ومن المفهوم إلى اللفظ
7
إذا تم الانتقال من اللفظ إلى الشيء أو من الشيء إلى اللفظ مباشرة دون توسط المفهوم، فما هو دور المفهوم أو المعنى أو الفكر أو الماهية؟ ما هو دور العقل نفسه كصلة بين اللغة والمواقع؟
Bog aan la aqoon