Tafsiirka Muuqataa: Xaaladda Hadda ee Habka Phenomenological iyo Codsigeeda Dhinaca Diinta
تأويل الظاهريات: الحالة الراهنة للمنهج الظاهرياتي وتطبيقه في ظاهرة الدين
Noocyada
كان يمكن أن تؤدي الانتقادات التي وجهت إلى الظاهريات إلى تطورها لو كانت قد انتهت إلى أقصى نتائجها، مثلا أن الظاهريات تريد أن تصبح فلسفة دون افتراضات مسبقة، وصحيح هذا ممكن. الفلسفة كعلم محكم ليست افتراضا مسبقا، بل هو تمن ومثل أعلى، ومطلب مشروع.
2
الفلسفة بداهة أولى لا تحتاج إلى كل هذه التحليلات والافتراضات الخيالية المناقضة، والتوحيد بين الفلسفة والعلم المطلق ليس أيضا افتراضا مسبقا، وإن لم تكن الفلسفة كذلك فماذا تكون؟ واستقلال العقل ليس على الإطلاق افتراضا مسبقا، بل هو مكسب تم الحصول عليه بعد معركة قاسية منذ يقظة الوعي الأوروبي في بداية العصور الحديثة، وقد أعلن العقل استقلاله ضد القطعية في اللاهوت والميتافيزيقا وضد الشك في العلوم المادية، ودخل في نسيج الوجود الإنساني؛ فالظاهريات تقريبا وللمرة الأولى في تاريخ الفلسفة الغربية فلسفة دون افتراضات مسبقة، وتستطيع ظاهريات الدين مرة واحدة وإلى الأبد رفع الشك واضعة معطى الوحي كقبلي تعتمد عليه دون افتراض مسبق.
وتتضمن الظاهريات في نفسها عوامل موضوعيتها، وذلك عن طريق القصدية، التركيز على الشعور الذي يخلق موضوعه، الحقيقة في بداهتها والواقع تحققه الإمكانية نسيج الشعور، ولا تعني الموضوعية أكثر من الوعي بها.
3
ولم تهمل الظاهريات الترنسندنتالية تماما مشكلة التاريخ، ويبين نقد فلسفة تصورات العالم والنزعة التاريخية الأهمية التي توليها الظاهريات للتاريخ، بل يمكن اعتبار الظاهريات باعتبارها فلسفة للحضارة أساسا فلسفة في التاريخ، صحيح أن التاريخ محل النماذج الحية للتحقق التدريجي للحقيقة، ومع ذلك انتهى دور التاريخ، ينقص فقط النظر إلى غائيته لرؤية المراحل المختلفة لتجلي الحقيقة التي اكتملت من قبل، ويحل منهج التحليل النظري للخبرات اليومية محل منهج البحث عن الحقيقة عبر التاريخ،
4
وفي هذه البداية الجذرية وفي هذه «البراءة» التاريخية تكمن الحقيقة،
5
فإذا كانت الظاهريات قد أهملت التاريخ إلا أنها أدركت قيمته الحقيقية.
Bog aan la aqoon