Tafsiirka Quraanka ee Dhibka leh

Ibn Qutaybah d. 276 AH
63

Tafsiirka Quraanka ee Dhibka leh

تأويل مشكل القرآن

Baare

إبراهيم شمس الدين

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

إليهما، وإذا أنت ألقيتهما إليه: لم يقعا جميعا مستويين على جهة واحدة، ولكن أحدهما يعوجّ، ويستوي الآخر. فشبّه جهتي الطعنتين، بجهتي هذين السهمين. وقال الزّيادي «١»: كان زيد بن كثوة العنبريّ يقول: الناس يغلطون في لفظ هذا البيت ومعناه، وإنما هو: كرّ كلامين على نابل. أي: نطعن طعنتين متواليتين لا نفصل بينهما، كما تقول للرامي: ارم ارم، فهذان كلامان لا فصل بينهما، شبّه بهما الطعنتين في موالاته بينهما. وكان يستحسن هذا المعنى. وأما (العير) فقد اختلفوا فيه: فكان بعضهم يجعله الوتد، سمّاه عيرا لنتوئه مثل عير نصل السّهم، وهو الناتئ وسطه. يريد: أن كل من ضرب خباء من أهل العمد، فضرب له وتدا- رمونا بذنبه. وقال بعضهم: هو كليب وائل، والعير: سيّد القوم، سمّي بذلك لأنّ العير أكبر الوحش، ولذلك قال رسول الله، ﷺ، لأبي سفيان: «كلّ الصّيد في جوف العير» «٢» . وقال آخر: العير جبل بالمدينة، ومنه: أنّ رسول الله ﷺ حرّم ما بين عير إلى ثور «٣» . يرد كلّ من ضرب إلى ذلك الموضع وبلغه. وقال آخر: هو الحمار نفسه، يريد أنفسهم يضيفون إلينا ذنوب كلّ من ساق حمارا. ومعنى هذا كله: أنهم يلزموننا بذنوب الناس جميعا، ويجعلوننا أولياءهم. وقال الأصمعي: لا أدري ما معنى قول رؤبة «٤»: يغمسن من غمسنه في الأهيغ ثم قال بعده: يوهم أنّ ثمّ ماء. وقال ابن الأعرابي «٥»: يقال: فلان منغمس في الأهيغين، يراد: الأكل والنّكاح.

(١) الزيادي: هو أبو حسان الحسن بن عثمان بن حماد بن حسان بن عبد الرحمن بن يزيد الزيادي القاضي الحنفي المحدث، المتوفى سنة ٢٧٢ هـ، من تصانيفه: «ألقاب الشعراء»، «طبقات الشعراء»، «كتاب الآباء والأمهات»، «كتاب معاني عروة بن الزبير» . قال ياقوت في طبقات الأدباء: مات الزيادي سنة ٢٤٢ هـ. (كشف الظنون ٥/ ٢٦٨) . (٢) روي الحديث بلفظ: «كل الصيد في جوف الفرا» . أخرجه الفتي في تذكرة الموضوعات ١٦٨، والعجلوني في كشف الخفا ٢/ ١٧٧. (٣) رواه ابن الأثير الجزري في النهاية في غريب الحديث ٣/ ٣٢٨. [.....] (٤) الرجز في ديوان رؤبة ص ٩٧، ولسان العرب (هيغ)، وتهذيب اللغة ٦/ ٣٤٠، والرجز بلا نسبة في مقاييس اللغة ٦/ ٢٥. (٥) ابن الأعرابي: هو محمد بن زياد الكوفي البغدادي المعروف بابن الأعرابي، أبو عبد الله اللغوي،

1 / 65