264

Tafsiirka Quraanka ee Dhibka leh

تأويل مشكل القرآن

Baare

إبراهيم شمس الدين

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

وقلت له: ارفعها إليك وأحيها ... بروحك واقتته لها قيتة قدرا وظاهر لها من يابس الشّحت واستعن ... عليها الصّبا واجعل يديك لها سترا قوله: وأحيها بروحك، أي أحيها بنفخك. والمسيح: روح الله، لأنه نفخة جبريل في درع مريم. ونسب الرّوح إلى الله لأنه بأمره كان. يقول الله: فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا [الأنبياء: ٩١]، يعني نفخة جبريل. وقد يجوز أن يكون سمّي روح الله لأنه بكلمته كان، قال الله تعالى: كن، فكان. وكلام الله: روح، لأنه حياة من الجهل وموت الكفر، قال: يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ [غافر: ١٥]، وقال: وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنا [الشورى: ٥٢] . ورحمة الله: روح. قال الله تعالى: وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ [المجادلة: ٢٢]، أي برحمة، كذلك قال المفسرون. ومن قرأ: فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ [الواقعة-: ٨٩] بضم الراء، أراد فرحمة ورزق. والريحان: الرزق. قال النّمر بن تولب «١»: سلام الإله وريحانه ... ورحمته وسماء درر فجمع بين الرّزق والرحمة، كما قال الله تعالى: فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ، وهذا شاهد لتفسير المفسرين. قال أبو عبيدة فَرَوْحٌ، أراد: حياة وبقاء لا موت فيه. ومن قرأ: فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ بالفتح، أراد: الرّاحة وطيب النّسيم. وقد تكون الرّوح: الرحمة، قال الله تعالى: وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ [يوسف: ٨٧]، أي من رحمته. سمّاها روحا لأنّ الرّوح والرّاحة يكونان بها.

(طلس)، وتهذيب اللغة ١٢/ ٣٣٣، والبيت الثاني في لسان العرب (قوت)، (روح)، (حيا)، وتهذيب اللغة ٥/ ٢٢٥، ٢٨٥، ٩/ ٢٥٤، ومقاييس اللغة ٥/ ٣٨، ومجمل اللغة ٤/ ١٣١، وديوان الأدب ٣/ ٣١٣، وكتاب العين ٥/ ٢٠٠، وأساس البلاغة (روح)، (قوت)، وتاج العروس (قوت)، (روح)، (حيا) . (١) البيت من المتقارب، وهو في ديوان النمر بن تولب ص ٣٤٥، ولسان العرب (روح)، (درر)، والتنبيه والإيضاح ١/ ٢٤٣، وتهذيب اللغة ٥/ ٢٢١، والمخصص ١٢/ ٢٧٥، ١٧/ ١٦٤، وتاج العروس (روح)، (درر)، والبيت بلا نسبة في ديوان الأدب ٣/ ٤٧، ٣٨٣.

1 / 266