260

Tafsiirka Quraanka ee Dhibka leh

تأويل مشكل القرآن

Baare

إبراهيم شمس الدين

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

١٩- الخيانة الخيانة: أن يؤتمن الرجل على شيء، فلا يؤدي الأمانة فيه. يقال لكل خائن: سارق وليس كل سارق خائنا. والقطع يجب على السارق، ولا يجب على الخائن، لأنه مؤتمن. قال النّمر بن تولب «١»: وإنّ بني ربيعة بعد وهب ... كراعي البيت يحفظه فخانا ويقال: لناقض العهد: خائن، لأنه أمن بالعهد وسكن إليه، فغدر ونكث. قال الله تعالى: وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً [الأنفال: ٥٨] . أي: نقضا للعهد. وكذلك قوله: وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ [المائدة: ١٣] أي غدر ونكث. ويقال لعاصي المسلمين: خائن، لأنّه مؤتمن على دينه. قال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ [الأنفال: ٢٧] . يريد المعاصي. وقال الله تعالى: عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ [البقرة: ١٨٧] أي: تخونونها بالمعصية. ٢٠- الإسلام الإسلام: هو الدخول في السّلم، أي: في الانقياد والمتابعة. قال تعالى: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا [النساء: ٩٤] أي: انقاد لكم وتابعكم. والاستسلام مثله. يقال: سلّم فلان لأمرك واستسلم وأسلم. أي دخل في السّلم. كما تقول: أشتى الرجل: إذا دخل في الشتاء، وأربع: دخل في الربيع، وأقحط: دخل في القحط. فمن الإسلام متابعة وانقياد باللّسان دون القلب. ومنه قوله تعالى: قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا [الحجرات: ١٤] أي: أنقذنا من خوف السيف. وكذلك قوله: وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا [آل عمران:

(١) البيت من الوافر، وهو في ديوان النمر بن تولب ص ٣٩٥، والمعاني الكبير ١/ ٥٩٢، وأدب الكاتب ص ٣٧، والاقتضاب ص ٣٠٣، وشرح أدب الكاتب للجواليقي ص ١٤٥.

1 / 262