257

Tafsiirka Quraanka ee Dhibka leh

تأويل مشكل القرآن

Baare

إبراهيم شمس الدين

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

أي: اختبروهم. وقال: إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ (١٠٦) [الصافات: ١٠٦]، يعني: ما أمر به إبراهيم من ذبح ابنه، صلوات الله عليهما. وقال: وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ [الأعراف: ١٦٨]، أي اختبرناهم. ثم يقال للخير: بلاء، وللشر: بلاء، لأنّ الاختبار الذي هو بلاء وابتلاء يكون بهما. قال الله تعالى وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً [الأنبياء: ٣٥]، أي نختبركم بالشر، لنعلم كيف صبركم؟ وبالخير، لنعلم كيف شكركم؟. (فتنة) أي اختبارا. ومنه يقال: اللهم لا تبلنا إلا بالتي هي أحسن. أي لا تختبرنا إلا بالخير، ولا تختبرنا بالشر. يقال من الاختبار: بلوته أبلوه بلوا، والاسم بلاء. ومن الخير: أبليته أبليه إبلاء. ومنه يقال: يبلى ويولي. قال زهير «١»: فأبلاهما خير البلاء الذي يبلو أي: خير البلاء الذي يختبر به عباده. ومن الشر: بلاه الله يبلوه بلاء. قال الله ﷿: وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ [البقرة: ٤٩]، أي: نعمة عظيمة. وَآتَيْناهُمْ مِنَ الْآياتِ ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ (٣٣) [الدخان: ٣٣]، أي: نعم بيّنة عظام. ١٦- الرجز والرجس الرّجز: العذاب. قال الله تعالى- حكاية عن قوم فرعون: لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ [الأعراف: ١٣٤] أي العذاب. ثم قد يسمّى كيد الشيطان: رجزا، لأنّه سبب العذاب. قال الله تعالى: وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ [الأنفال: ١١] . والرجس: النّتن. ثم قد يسمّى الكفر والنفاق: رجسا، لأنّه نتن. قال الله تعالى: فَزادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ [التوبة: ١٢٥]،

(١) صدر البيت: جزى الله بالإحسان ما فعلا بكم والبيت من الطويل، وهو في ديوان زهير بن أبي سلمى ص ١٠٩، ولسان العرب (بلا)، وتهذيب اللغة ١٥/ ٣٩٠، ومقاييس اللغة ١/ ٢٩٤، وديوان الأدب ٤/ ١٠٩، وتاج العروس (بلى) .

1 / 259