Ta'wil al-Da'im
تأويل الدعائم
Noocyada
نساءك لا يصلين معطلات، فإن لم يجدن فليعقدن فى أعناقهن ولو اليسير ومرهن فليغيرن أكفهن بالحناء ولا يدعنها مثل أكف الرجال فهذا هو الذي يؤمر به النساء لأنه زينتهن، وفرق بينهن وبين الرجال وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهات بالرجال من النساء، والمتشبهين بالنساء من الرجال، والحلى والحناء للنساء زينة وللرجال شين ونقيصة، وتأويل ذلك ألا يتشبه أحد من المستفيدين بالمفيدين، ولا أحد من المفيدين بالمستفيدين، وأن يتحلى أهل كل طبقة بحليتهم ويتزينوا بما يزينهم ويليق بهم دون ما يشين ولا يليق، وتأويل الحلى والخضاب وما يتزين به النساء فى الظاهر لأزواجهن هو تحلى المستفيدين بصالح الأعمال وتزينهم بها للمفيدين ليعلموا ما هم عليه من امتثال ما أمروهم به فيزيدوهم من المفاتحة بالعلم كما تريد المرأة بالزينة لزوجها أن يستحسن ذلك منها فيجامعها وقال الله تعالى:@QUR07 «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» [1].
ويتلو ذلك ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله: إن الأرض بكم برة تتيممون منها وتصلون عليها فى الحياة وهى لكم كفات فى الممات وذلك من نعمة الله له الحمد، وكذلك الأرض فى الظاهر يتيمم منها ويصلى عليها، وهى كفات للأحياء والأموات كما قال الله تعالى:@QUR06 «ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا» [2] والكف فى اللغة الضم أى تضم حماء على ظهرها بما يأوون إليه منها وما يتعيشون به من نباتها ومنافعها وتضم الأموات إذا دفنوا فيها فتواريهم وتسترهم ويقال للمقابر كفات الأموات وللمنازل كفات الأحياء، فى لغة العرب كفت فلان فلانا إذا ضمه إليه كذلك وتأويل ذلك أن الأرض كما تقدم القول مثلها مثل حجة الإمام، وهو الذي ينصبه فى حياته لإقامة الدعوة المستورة، ويكون إماما من بعده فهو يضم المؤمنين إليه فى حياتهم ومماتهم وهو يربيهم وعنه يصير إليهم طهارتهم فى دينهم وهو يقيم لهم صلاتهم التى هى دعوة الحق لأن أمر دعوة الحق المستورة إليه كما ذكرناه.
ويتلو ذلك قول الصادق صلى الله عليه وسلم وينبغى للمصلى أن يباشر بجبهته الأرض ويعفر وجهه فى التراب لأنه من التذلل لله تعالى والإكبار له وتأويل ذلك أن السجود كما ذكرنا مثله مثل طاعة الإمام وسجود المصلى على الأرض مثله مثل إقباله على طاعة إمامه من قبل الحجة الذي هو ولى أمر دعوته المستورة التى ذكرنا
Bogga 299