Ta'wil al-Da'im
تأويل الدعائم
Noocyada
يمنعه منه وهذا هو بعينه.
ويتلو ذلك قول على صلى الله عليه وسلم: من صلى الفجر فى جماعة رفعت صلاته فى صلاة الأبرار وكتب يومئذ فى وفد المتقين.
وعن على صلى الله عليه وسلم أنه قام ذات ليلة فصلى الليل كله فلما انشق عمود الصبح صلى الفجر ونام، وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر بالناس فلم يره فيمن صلى فى المسجد، فلما انصرف أتى منزل فاطمة فقال لها أى بنية ما بال ابن عمك لم يشهد معنا صلاة الغداة، فأخبرته الخبر فقال ما فاته من صلاة الغداة فى جماعة أفضل من قيام ليله كله، فانتبه على صلى الله عليه وسلم لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له يا على إن من صلى الغداة فى جماعة فكأنما قام الليل كله راكعا وساجدا، يا على أما علمت أن الأرض تعج إلى الله من نوم العالم عليها قبل طلوع الشمس.
وعن على صلى الله عليه وسلم أنه غدا على أبى الدرداء فوجده نائما فقال له ما لك، فقال كان منى من الليل شيء فنمت، فقال له على صلى الله عليه وسلم: أفتركت صلاة الصبح فى جماعة قال نعم فقال له يا أبا الدرداء لأن أصلي العشاء والفجر فى جماعة أحب إلى من أن أحيى ما بينهما أو ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا وإنهما ليكفران ما بينهما، تأويل ذلك ما قد تقدم القول به من أن مثل صلاة العشاء مثل أول الدعوة المستورة دعوة الباطن وصلاة الليل بعد ذلك كلها مثل تلك الدعوة من لدن على صلى الله عليه وسلم إلى المهدى وصلاة الفجر مثلها مثل دعوة المهدى وشهودها فى جماعة مثل شهود دعوة المهدى فى جماعة المؤمنين المستجيبين لدعوته، فجاء فى ذلك ما جاء فيه من الأمر والفضل لفضل دعوته ولأن الله أعز بها دينه وأظهر بها أمر أوليائه وكذلك دعوة على صلى الله عليه وسلم إذ كانت أول دعوة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقوله لو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا وكذلك جاء فى الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من سمع داعينا أهل البيت فليأته ولو حبوا على الثلج والنار والحبو فى لغة العرب مثل حبو الصبى قبل أن يقوم وهو زحفه معتمدا على يديه وركبتيه، والبعير أيضا يحبو إذا عقلت يداه وحبا على ركبتيه وركب ذوات
Bogga 248