باب ذكر البيان من خبر النبي ﷺ في إثبات النفس لله ﷿ على مثل موافقة التنزيل الذي بين الدفتين مسطور، وفي المحاريب والمساجد والبيوت والسكك مقروء
باب ذكر إثبات العلم لله جل وعلا تباركت أسماؤه وجل ثناؤه بالوحي المنزل على النبي المصطفى ﷺ، الذي يقرأ في المحاريب والكتاتيب من العلم الذي هو من علم العام، لا بنقل الأخبار التي هي من نقل علم الخاص، ضد قول الجهمية المعطلة الذين لا يؤمنون
باب ذكر إثبات وجه الله الذي وصفه بالجلال والإكرام في قوله: ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام، ونفى عنه الهلاك إذا أهلك الله ما قد قضى عليه الهلاك مما قد خلقه الله للفناء لا للبقاء، جل ربنا، عن أن يهلك شيء منه مما هو من صفات ذاته، قال الله جل وعلا:
باب ذكر البيان من أخبار النبي المصطفى ﷺ في إثبات الوجه لله جل ثناؤه، وتباركت أسماؤه، موافقة لما تلونا من التنزيل الذي هو بالقلوب محفوظ، وبين الدفتين مكتوب، وفي المحاريب والكتاتيب مقروء
باب ذكر صورة ربنا جل وعلا وصفة سبحات وجهه ﷿ تعالى ربنا أن يكون وجه ربنا كوجه بعض خلقه، وعز ألا يكون له وجه، إذ الله قد أعلمنا في محكم تنزيله أن له وجها، ذواه بالجلال والإكرام، ونفى عنه الهلاك
باب ذكر أخبار رويت عن النبي ﷺ: تأولها بعض من لم يتحر العلم على غير تأويلها ففتن عالما من أهل الجهل والغباوة، حملهم الجهل - بمعنى الخبر - على القول بالتشبيه، جل وعلا عن أن يكون وجه خلق من خلقه مثل وجهه، الذي وصفه الله بالجلال والإكرام
باب ذكر إثبات العين لله جل وعلا على ما ثبته الخالق البارئ لنفسه في محكم تنزيله، وعلى لسان نبيه ﷺ، قال الله ﷿ لنبيه نوح صلوات الله عليه: واصنع الفلك بأعيننا ووحينا، وقال جل وعلا: تجري بأعيننا: وقال ﷿ في ذكر موسى وألقيت
باب إثبات السمع والرؤية لله جل وعلا الذي هو كما وصف نفسه: سميع بصير، ومن كان معبوده غير سميع بصير، فهو كافر بالله السميع البصير، يعبد غير الخالق البارئ، الذي هو سميع بصير، قال الله تعالى: لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء،
باب البيان من سنن النبي ﷺ على تثبيت السمع والبصر لله، موافقا لما يكون من كتاب ربنا، إذ سننه ﷺ إذا ثبتت بنقل العدل عن العدل موصولا إليه لا تكون أبدا إلا موافقة لكتاب الله، حاشا لله أن يكون شيء منها أبدا مخالفا لكتاب
باب ذكر إثبات اليد للخالق البارئ جل وعلا والبيان: أن الله تعالى له يدان، كما أعلمنا في محكم تنزيله أنه خلق آدم ﵇ بيديه قال ﷿ لإبليس: ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي وقال جل وعلا تكذيبا لليهود حين قالوا: يد الله مغلولة، فكذبهم في مقالتهم
باب ذكر البيان من سنة النبي ﷺ على إثبات يد الله جل وعلا موافقا لما تلونا من تنزيل ربنا لا مخالفا قد نزه الله نبيه، وأعلى درجته، ورفع قدره عن أن يقول إلا ما هو موافق لما أنزل الله عليه من وحيه حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: ثنا حماد
باب ذكر قصة ثابتة في إثبات يد الله جل ثناؤه بسنة صحيحة عن النبي ﷺ بيانا أن الله خط التوراة بيده لكليمه موسى، وإن رغمت أنوف الجهمية
باب ذكر سنة ثالثة في إثبات اليد لله الخالق البارئ وكتب الله بيده على نفسه أن رحمته تغلب غضبه، وفي هذه الأخبار التي نذكرها في هذا الباب إثبات صفتين لخالقنا البارئ، مما ثبتها الله لنفسه في اللوح المحفوظ والإمام المبين ذكر النفس واليد جميعا وإن رغمت أنوف
باب ذكر سنة رابعة مبينة ليدي خالقنا ﷿ مع البيان: أن لله يدين، كما أعلمنا في محكم تنزيله، أنه خلق آدم بيديه، وكما أعلمنا أن له يدين مبسوطتين، ينفق كيف يشاء
باب ذكر سنة خامسة تثبت أن لمعبودنا يدا يقبل بها صدقة المؤمنين عز ربنا وجل عن أن تكون يده كيد المخلوقين
باب ذكر صفة خلق الله آدم ﵇ والبيان الشافي أنه خلقه بيديه، لا بنعمتيه، على ما زعمت الجهمية المعطلة، إذ قالت: إن الله يقبض بنعمته من جميع الأرض قبضة، فيخلق منها بشرا، وهذه السنة السادسة في إثبات اليد للخالق البارئ جل وعلا
باب ذكر سنة سابعة تثبت يد الله والبيان أن يد الله هي العليا، كما أخبر الله في محكم تنزيله: يد الله فوق أيديهم، فخبر النبي ﷺ أيضا: " أن يد الله هي العليا " أي فوق يد المعطي، والمعطى جميعا
باب ذكر سنة ثامنة تبين وتوضح: أن لخالقنا جل وعلا يدين كلتاهما يمينان، ولا يسار لخالقنا ﷿، إذ اليسار من صفة المخلوقين، فجل ربنا عن أن يكون له يسار، مع الدليل على أن قوله ﷿: بل يداه مبسوطتان، أراد عز ذكره باليدين، اليدين، لا النعمتين كما
باب ذكر سنة تاسعة تثبت يد الله جل وعلا وهي إعلام النبي ﷺ أن الله غرس كرامة أهل الجنة بيده وختم عليها
باب ذكر سنة عاشرة تثبت يد الله وهو إعلام النبي ﷺ أمته قبض الله الأرض يوم القيامة، وطيه جل وعلا سماواته بيمينه، مثل المعنى الذي هو مسطور في المصاحف، متلو في المحاريب، والكتاتيب، والجدور
باب تمجيد الرب ﷿ نفسه عند قبضته الأرض بإحدى يديه، وطيه السماء بالأخرى، وهما يمينان لربنا، لا شمال له تعالى ربنا عن صفات المخلوقين، وهي السنة الحادية عشرة في تثبيت يدي خالقنا ﷿
باب ذكر السنة الثانية عشرة في إثبات يدي ربنا ﷿ وهي البيان أن الله تعالى إنما يقبض الأرض بيده يوم القيامة، بعد ما يبدو لها فتصير الأرض خبزة لأهل الجنة، لأن الله يقبضها وهي طين وحجارة، ورضرض، وحمأة، ورمل، وتراب
باب السنة الثالثة عشرة في إثبات يدي الله ﷿ وهي إعلام النبي ﷺ أن يدي الله يبسطان لمسيء الليل ليتوب بالنهار، ولمسيء النهار ليتوب بالليل حتى تطلع الشمس من مغربها
باب ذكر إمساك الله ﵎ اسمه وجل ثناؤه السماوات والأرض وما عليها على أصابعه جل ربنا عن أن تكون أصابعه كأصابع خلقه، وعن أن يشبه شيء من صفات ذاته صفات خلقه، وقد أجل الله قدر نبيه ﷺ عن أن يوصف الخالق البارئ بحضرته بما ليس من صفاته
باب إثبات الأصابع لله ﷿ من سنة النبي ﷺ قيلا له لا حكاية عن غيره، كما زعم بعض أهل الجهل والعناد أن خبر ابن مسعود ليس هو من قول النبي ﷺ، وإنما هو من قول اليهود، وأنكر أن يكون ضحك النبي ﷺ، تصديقا
باب ذكر إثبات الرجل لله ﷿ وإن رغمت أنوف المعطلة الجهمية، الذين يكفرون بصفات خالقنا ﷿ التي أثبتها لنفسه في محكم تنزيله، وعلى لسان نبيه المصطفى ﷺ قال الله ﷿ يذكر ما يدعو بعض الكفار من دون الله: ألهم أرجل يمشون بها، أم
باب ذكر استواء خالقنا العلي الأعلى الفعال لما يشاء، على عرشه فكان فوقه، وفوق كل شيء عاليا كما أخبر الله جل وعلا في قوله: الرحمن على العرش استوى، وقال ربنا ﷿: إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش وقال في تنزيل
باب ذكر البيان أن الله ﷿ في السماء كما أخبرنا في محكم تنزيله وعلى لسان نبيه ﵇، وكما هو مفهوم في فطرة المسلمين، علمائهم وجهالهم، أحرارهم ومماليكهم، ذكرانهم وإناثهم، بالغيهم وأطفالهم، كل من دعا الله جل وعلا: فإنما يرفع رأسه إلى السماء
باب ذكر سنن النبي ﷺ المثبتة أن الله جل وعلا فوق كل شيء وأنه في السماء، كما أعلمنا في وحيه على لسان نبيه، إذ لا تكون سنته أبدا المنقولة عنه بنقل العدل عن العدل موصولا إليه إلا موافقة لكتاب الله لا مخالفة له
باب ذكر الدليل على أن الإقرار بأن الله ﷿ في السماء من الإيمان
باب ذكر أخبار ثابتة السند صحيحة القوام رواها علماء الحجاز والعراق عن النبي ﷺ في نزول الرب جل وعلا إلى السماء الدنيا كل ليلة، نشهد شهادة مقر بلسانه، مصدق بقلبه، مستيقن بما في هذه الأخبار من ذكر نزول الرب من غير أن نصف الكيفية، لأن
أبواب إثبات صفة الكلام لله ﷿
باب ذكر تكليم الله كليمه موسى خصوصية خصه الله بها من بين الرسل بذكر آي مجملة غير مفسرة، فسرتها آيات مفسرات قال أبو بكر: نبدأ بذكر تلاوة الآي المجملة غير المفسرة، ثم نثني بعون الله وتوفيقه بالآيات المفسرات الأدلة من الكتاب: قال الله تعالى: " تلك
باب ذكر البيان أن الله جل وعلا كلم موسى ﵇ من وراء حجاب من غير أن يكون بين الله ﵎ وبين موسى ﵇ رسول يبلغه كلام ربه، ومن غير أن يكون موسى ﵇ يرى ربه ﷿ في وقت كلامه إياه
باب صفة تكلم الله بالوحي وشدة خوف السماوات منه، وذكر صعق أهل السماوات وسجودهم لله ﷿
باب من صفة تكلم الله ﷿ بالوحي والبيان أن كلام ربنا ﷿ لا يشبه كلام المخلوقين، لأن كلام الله كلام متواصل، لا سكت بينه، ولا سمت، لا ككلام الآدميين الذي يكون بين كلامهم سكت وسمت، لانقطاع النفس أو التذاكر، أو العي، منزه الله مقدس من ذلك أجمع
باب صفة نزول الوحي على النبي ﷺ والبيان أنه قد كان يسمع بالوحي في بعض الأوقات، صوتا كصلصلة الجرس قال أبو بكر: قد كنت أمليت بعض طرق الخبر في كتاب صفة نزول القرآن
باب إن الله جل وعلا يكلم عباده يوم القيامة من غير ترجمان يكون بين الله ﷿ وبين عباده بذكر لفظ عام مراده خاص
باب ذكر بعض ما يكلم به الخالق جل وعلا عباده مما ذكر النبي ﷺ أن الله يكلمهم به من غير ترجمان يكون بين العزيز العليم وبين عباده والبيان أن الله ﷿ يكلم الكافر والمنافق أيضا تقريرا وتوبيخا
باب ذكر البيان الشافي لصحة ما ترجمته للباب قبل هذا إن الله جل وعلا يكلم الكافر والمنافق يوم القيامة تقريرا وتوبيخا وذكر إقرار الكافر في ذلك الوقت بكفره في الدنيا، وهو إقراره: أنه لم يكن يظن في الدنيا أنه ملاق ربه يوم القيامة، فمن كان غير مؤمن في
باب الفرق بين كلام الله تباركت أسماؤه وجل ثناؤه المؤمن الذي قد ستر الله عليه ذنوبه في الدنيا وهو يريد مغفرتها له في الآخرة، وبين كلام الله الكافر الذي كان في الدنيا غير مؤمن بالله العظيم، كاذبا على ربه، ضالا عن سبيله، كافرا بالآخرة
باب ذكر البيان من كتاب ربنا المنزل على نبيه المصطفى ﷺ ومن سنة نبينا محمد ﷺ على الفرق بين كلام الله ﷿ الذي به يكون خلقه وبين خلقه الذي يكونه بكلامه وقوله، والدليل على نبذ قول الجهمية الذين يزعمون أن كلام الله مخلوق
باب من الأدلة التي تدل على أن القرآن كلام الله الخالق، وقوله غير مخلوق لا كما زعمت الكفرة من الجهمية المعطلة
باب ذكر البيان أن الله ﷿ ينظر إليه جميع المؤمنين يوم القيامة برهم وفاجرهم وإن رغمت أنوف الجهمية المعطلة المنكرة لصفات خالقنا جل ذكره
باب ذكر البيان أن جميع أمة النبي ﷺ برهم وفاجرهم، مؤمنهم ومنافقهم، وبعض أهل الكتاب يرون الله ﷿ يوم القيامة يراه بعضهم رؤية امتحان، لا رؤية سرور وفرح، وتلذذ بالنظر في وجه ربهم ﷿ ذي الجلال والإكرام وهذه الرؤية: قبل أن يوضع
باب ذكر البيان إن جميع المؤمنين يرون الله يوم القيامة مخليا به ﷿ وذكر تشبيه النبي ﷺ برؤية القمر، خالقهم، ذلك اليوم بما يدرك عليه، في الدنيا عيانا ونظرا ورؤية
باب ذكر البيان أن رؤية الله التي يختص بها أولياؤه يوم القيامة هي التي ذكر في قوله: وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ويفضل بهذه الفضيلة أولياؤه من المؤمنين، ويحجب جميع أعدائه عن النظر إليه من مشرك ومتهود ومتنصر ومتمجس ومنافق، كما أعلم في قوله كلا إنهم
باب ذكر الأخبار المأثورة في إثبات رؤية النبي ﷺ خالقه العزيز العليم المحتجب عن أبصار بريته، قبل اليوم الذي تجزى فيه كل نفس بما كسبت يوم الحسرة والندامة وذكر اختصاص الله نبيه محمدا ﷺ بالرؤية كما خص نبيه إبراهيم بالخلة،
أخبار عبد الله بن مسعود
باب ذكر أخبار رويت عن عائشة ﵂ في إنكار رؤية النبي ﷺ تسليما قبل نزول المنية بالنبي ﷺ، إذ أهل قبلتنا من الصحابة والتابعات والتابعين ومن بعدهم إلى من شاهدنا من العلماء من أهل عصرنا، لم يختلفوا ولم يشكوا ولم
باب ذكر إثبات ضحك ربنا ﷿ بلا صفة تصف ضحكه، جل ثناؤه، لا ولا يشبه ضحكه بضحك المخلوقين، وضحكهم كذلك، بل نؤمن بأنه يضحك، كما أعلم النبي ﷺ ونسكت عن صفة ضحكه جل وعلا، إذ الله ﷿ استأثر بصفة ضحكه، لم يطلعنا على ذلك، فنحن
باب ذكر أبواب شفاعة النبي ﷺ التي قد خص بها دون الأنبياء سواه، صلوات الله عليهم لأمته، وشفاعة النبي ﷺ دون غيره من الأنبياء صلوات الله عليهم، وشفاعة بعض أمته لبعض أمته، ممن قد أوبقتهم خطاياهم وذنوبهم فأدخلوا النار،
باب ذكر الشفاعة التي خص الله بها النبي ﷺ دون غيره من الأنبياء صلى الله عليهم وهي الشفاعة الأولى التي يشفع بها لأمته، ليخلصهم الله من الموقف الذي قد جمعوا فيه، يوم القيامة، مع الأولى، وقد دنت الشمس منهم، فآذتهم وأصابهم من الغم والكرب
باب ذكر الدليل أن هذه الشفاعة التي وصفنا أنها أول الشفاعات هي التي يشفع بها النبي ﷺ ليقضي الله بين الخلق فعندها يأمره الله ﷿ أن يدخل من لا حساب عليه من أمته الجنة من الباب الأيمن، فهو أول الناس دخولا الجنة من المؤمنين
باب ذكر البيان أن هذه الشفاعة التي ذكرت أنها أول الشفاعات إنما هي قبل مرور الناس على الصراط حين تزلف الجنة، فإن الله قال: وأزلفت الجنة للمتقين
باب ذكر البيان أن للنبي ﷺ شفاعات يوم القيامة في مقام واحد واحدة بعد أخرى، أولها: ما ذكر في خبر أبي زرعة، عن أبي هريرة ﵁، وخبر ابن عمر، وابن عباس وهي شفاعته لأمته ليخلصوا من ذلك الموقف، وليعجل الله حسابهم ويقضي بينهم، ثم
باب ذكر البيان أن النبي ﷺ أول شافع وأول مشفع، يوم القيامة وفيه دلالة أن يوم القيامة قد يشفع بعد نبينا غيره على ما سأبينه بعد ذلك، إن شاء الله، إذ غير جائز في اللغة أن يقال أول لما لا ثاني له بعد ولا ثالث
باب ذكر شدة شفقة النبي ﷺ ورأفته ورحمته بأمته وفضل شفقته على أمته، على شفقة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، على أممهم إذ الله ﷿ أعطى كل نبي دعوة وعد إجابتها، فجعل كل نبي منهم ﷺ مسألته فأعطي سؤله في الدنيا، وأخر
باب ذكر الدليل على صحة ما أولت قوله يدعو بها أن معناها قد دعا بها على ما حكيته عن العرب أنها تقول: يفعل في موضع: فعل
باب ذكر ما كان من تخيير الله ﷿ نبيه محمدا ﷺ بين إدخال نصف أمته الجنة وبين الشفاعة فاختار النبي ﷺ لأمته الشفاعة إذ هي أعم وأكثر وأنفع لأمته خير الأمم من إدخال بعضهم الجنة
باب ذكر الدليل على أن الأنبياء، قبل نبينا محمد ﷺ، وعليهم أجمعين إنما دعا بعضهم فيما كان الله جعل لهم من الدعوة المجابة سألوها ربهم، ودعا بعضهم بتلك الدعوة، على قومه، ليهلكوا في الدنيا، والدليل على أنه لم يكن أحد منهم أرأف بأمته،
باب ذكر لفظة رويت عن النبي ﷺ في ذكر الشفاعة حسبت المعتزلة والخوارج وكثير من أهل البدع وغيرهم لجهلهم بالعلم وقلة معرفتهم بأخبار النبي ﷺ أنها تضاد قول النبي ﷺ عند ذكر الشفاعة أنها لكل مسلم، وليست كما
باب ذكر الدليل على أن النبي ﷺ إنما أراد بالكبائر في هذا الموضع ما هو دون الشرك من الذنوب إن النبي ﷺ قد أخبر أن الشرك أكبر الكبائر، فمعنى قوله: " لأهل الكبائر من أمتي " إنما أراد أمته الذين أجابوه فآمنوا به وتابوا عن
باب ذكر البيان أن شفاعة النبي ﷺ التي ذكرت أنها لأهل الكبائر وهي على ما تأولته، وأنها لمن قد أدخل النار من غير أهل النار، والذين هم أهلها أهل الخلود فيها، بل لقوم من أهل التوحيد ارتكبوا ذنوبا وخطايا فأدخلوا النار ليصيبهم سفعا منها
باب ذكر إرضاء الله تعالى نبيه محمدا ﷺ في الشفاعة يوم القيامة مرة بعد أخرى حتى يقر بأنه قد رضي بما قد أعطي في أمته من الشفاعة
باب ذكر البيان أن من قضاء الله ﷿، إخراجهم من أهل النار من أهل التوحيد بالشفاعة يصيرون فيها فحما يميتهم الله فيها إماتة واحدة، ثم يؤذن بعد ذلك في الشفاعة وصفة إحياء الله إياهم، بعد إخراجهم من النار، وقبل دخولهم الجنة بلفظة عامة مرادها خاص
باب ذكر البيان أن هؤلاء الذين ذكروا في هذه الأخبار أنهم يخرجون من النار فيدخلون الجنة، إنما يخرجون من النار بالشفاعة في خبر ابن علية، أذن بالشفاعة فجيء بهم
باب ذكر الدليل على أن النبي ﷺ إنما أراد بقوله فيصيرون فحما، أي أبدانهم خلا صورهم وآثار السجود منهم، إن الله ﷿ حرم على النار أكل أثر السجود من أهل التوحيد بالله، فنعوذ به من النار وعذابها
باب ذكر البيان أن من قضى الله إخراجهم من النار من أهل التوحيد الذين ليسوا بأهل النار، أهل الخلود فيها، يموتون فيها إماتة واحدة، تميتهم النار إماتة ثم يخرجون منها، فيدخلون الجنة، لا أنهم يكونون أحياء يذوقون العذاب، ويألمون من حر النار حتى يخرجوا
باب ذكر خبر روي عن النبي ﷺ في إخراج شاهد أن لا إله إلا الله من النار أفرق أن يسمع به بعض الجهال، فيتوهم أن قائله بلسانه، من غير تصديق قلب، يخرج من النار، جهلا وقلة معرفة بدين الله، وأحكامه، ولجهله بأخبار النبي ﷺ
باب ذكر البيان أن النبي ﷺ يشفع للشاهد لله بالتوحيد الموحد لله بلسانه إذا كان مخلصا ومصدقا بذلك بقلبه، لا لمن تكون شهادته بذلك منفردة عن تصديق القلب
باب ذكر خبر دال على صحة ما تأولت إنما يخرج من النار شاهد أن لا إله إلا الله، إذا كان مصدقا بقلبه بما شهد به لسانه إلا أنه كنى عن التصديق بالقلب بالخير، فعاند بعض أهل الجهاد والعناد، وادعى أن ذكر الخير في هذا الخبر ليس بإيمان قلة علم بدين الله وجرأة
باب ذكر الأخبار المصرحة عن النبي ﷺ أنه قال: " إنما يخرج من النار من كان في قلبه في الدنيا إيمان " دون من لم يكن في قلبه في الدنيا إيمان ممن كان يقر بلسانه بالتوحيد، خاليا قلبه من الإيمان مع البيان الواضح أن الناس يتفاضلون في إيمان
باب ذكر البيان أن المقام الذي يشفع فيه النبي ﷺ لأمته هو المقام المحمود الذي وعده الله ﷿ في قوله: عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا وهذه اللفظة عندي من الجنس الذي قال بعض العلماء: عسى من الله واجب، لا على الشك والارتياب مما يجوز أن لا
باب ذكر الدليل أن جميع الأخبار التي تقدم ذكرى لها إلى هذا الموضع في شفاعة النبي ﷺ في إخراج أهل التوحيد من النار إنما هي ألفاظ عامة مرادها خاص قوله: أخرجوا من النار من كان في قلبه وزن كذا من الإيمان أن معناه بعض من كان في قلبه قدر ذلك
باب ذكر البيان أن الصديقين يتلون النبي ﷺ في الشفاعة يوم القيامة ثم سائر الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، يتلون الصديقين، ثم الشهداء يتلون الأنبياء ﵈ إن صح الحديث
باب ذكر كثرة من شفع له الرجل الواحد من هذه الأمة مع الدليل على صحة ما ذكرت قبل أن يشفع يوم القيامة غير الأنبياء ﵈
باب ذكر ما يعطي الله ﷿ من نعم الجنة وملكها تفضلا منه ﷿، وسعة رحمته آخر من يخرج من النار فيدخل الجنة ممن يخرج من النار حبوا وزحفا لا من يخرج منها بالشفاعة بعدما محشتهم النار وأماتهم فصاروا فحما قبل أن يخرجه الله بتفضله وكرمه وجوده
باب ذكر البيان أن الرجل الذي ذكرنا صفته وخبرنا أنه آخر أهل النار خروجا من النار ممن يخرج من النار زحفا لا ممن يخرج بالشفاعة وهو آخر أهل الجنة دخولا الجنة وأن من يخرج بالشفاعة يدخلون الجنة قبله، وأن هذا الواحد يبقى بعدهم بين الجنة والنار ثم يدخله الله
باب ذكر البيان أن النار إنما تأخذ من أجساد الموحدين وتصيب منهم على قدر ذنوبهم وخطاياهم وحوباتهم التي كانوا ارتكبوها في الدنيا مع الدليل على ضد قول من زعم ممن لم يتحر العلم ولا فهم أخبار النبي ﷺ أن النار لا تصيب أهل التوحيد ولا تمسهم
باب ذكر أخبار رويت عن النبي ﷺ، ثابتة من جهة النقل جهل معناها فرقتان: فرقة المعتزلة، والخوارج واحتجوا بها، وادعوا أن مرتكب الكبيرة إذا مات قبل التوبة منها مخلد في النار، محرم عليه الجنان والفرقة الأخرى: المرجئة كفرت بهذه الأخبار
إعلام النبي ﷺ حرمان الجنة لمرتكب بعض الذنوب والخطايا من الذي ليس بكفر، ولا يزيل الإيمان بأسره، ولا على ما تتوهمه الخوارج، والمعتزلة
باب ذكر أخبار ثابتة السند صحيحة القوام قد يحسب كثير من أهل الجهل أنها خلاف هذه الأخبار، التي قدمنا ذكرها، لاختلاف ألفاظها، وليست عندنا مخالفة لسر معناها ونؤلف بين المراد من كل منها بعد ذكرنا الأخبار بألفاظها، إن الله وفق لذلك وشاءه
باب ذكر أخبار رويت أيضا في حرمان الجنة على من ارتكب بعض المعاصي التي لا تزيل الإيمان بأسره وجهل معناها المعتزلة، والخوارج، فأزالوا اسم المؤمن عن مرتكبها ومرتكبي بعضها أنا ذاكرها بأسانيدها ومبين معانيها، ومؤلف بين معانيها ومعاني الأخبار التي قدمنا
باب ذكر الدليل على أن قوله ﷿ وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ليس ينفي أن الله ﷿ يحيي الإنسان أكثر من مرتين على أن من ادعى ممن أنكر عذاب القبر، وزعم أن الله لا يحيي أحدا في القبر قبل يوم القيامة، احتجاجا بقوله: ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا