33

Fasiraadda Maansada Ibn al-Qayyim

توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم

Baare

زهير الشاويش

Daabacaha

المكتب الإسلامي

Lambarka Daabacaadda

الثالثة

Sanadka Daabacaadda

١٤٠٦

Goobta Daabacaadda

بيروت

وشجرة الْمُشبه شَجَرَة الحنظل فالنفوس المستقيمة لَا تتبعها وشجرة الموحد طُوبَى يَسِيرا الرَّاكِب فِي ظلها مائَة عَام لَا يقطعهَا الْمثل الرَّابِع الْمُعَطل قد أعد قلبه لوقاية الْحر وَالْبرد كبيت العنكبوت والمشبه قد خسف بعقله فَهُوَ يتجلجل فِي أَرض التَّشْبِيه إِلَى البهموت وقلب الموحد يطوف حول الْعرس نَاظرا إِلَى الَّذِي لَا يَمُوت الْمثل الْخَامِس مِصْبَاح الْمُعَطل قد عصفت عَلَيْهِ أهوية التعطيل فطفئ وَمَا أنار ومصباح الْمُشبه قد غرقت فتيلته فِي عكر التَّشْبِيه فَلَا تقتبس مِنْهُ الْأَنْوَار العكر بِفتْحَتَيْنِ دردي الزَّيْت وَغَيره وَقد عكرت المسرجة من بَاب طرب اجْتمع فِيهَا الدردي وعكر الشَّرَاب وَالْمَاء والدهن آخِره خاثره وَقد عكر فَهُوَ عكر وأعكره غَيره وعكره تعكيرا جعل فِيهِ العكر قَالَه فِي (مُخْتَار الصِّحَاح (ومصباح الموحد يرقد من شَجَرَة مباركة زيتونة لَا شرقية وَلَا غربية يكَاد زيتها يضيئ وَلَو لم تمسسه نَار الْمثل السَّادِس قلب الْمُعَطل مُتَعَلق بِالْعدمِ فَهُوَ أَحْقَر الحقير وقلب الْمُشبه عَابِد للصنم الَّذِي قد نحت بالتصوير وَالتَّقْدِير والموحد قلبه متعبد لمن لَيْسَ كمثله شَيْء وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير الْمثل السَّابِع نقود الْمُعَطل كلهَا زيوف فَلَا تروج علينا وبضاعة الْمُشبه كاسدة فَلَا تنْفق لدينا وتجارة الموحد يُنَادي عَلَيْهَا يَوْم الْعرض على رُؤُوس الأشهاد هَذِه بضاعتنا ردَّتْ إِلَيْنَا الْمثل الثَّامِن الْمُعَطل كنافخ الْكِير إِمَّا أَن يحرق ثِيَابك وَإِمَّا أَن تَجِد مِنْهُ ريحًا خبيثة والمشبه كبائع الْخمر إِمَّا أَن يسكرك وَإِمَّا أَن ينجسك والموحد كبائع الْمسك إِمَّا أَن يحذيك وَإِمَّا أَن يبيعك وَإِمَّا أَن تَجِد مِنْهُ رَائِحَة طيبَة

1 / 34