Fasiraadda Maansada Ibn al-Qayyim
توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم
Tifaftire
زهير الشاويش
Daabacaha
المكتب الإسلامي
Daabacaad
الثالثة
Sanadka Daabacaadda
١٤٠٦
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
Caqiidada iyo Mad-habada
الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسلِينَ وَجَمِيع الْأَوْلِيَاء وَالصَّالِحِينَ بل وَجَمِيع عوام أهل الْملَل من الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ يبرؤون إِلَى الله تَعَالَى من بعض هَذَا القَوْل فَكيف مِنْهُ كُله وَيعلم أَن الْمُشْركين عباد الْأَوْثَان وَالْكفَّار أهل الْكتاب يعترفون بِوُجُود الصَّانِع الْخَالِق البارئ المصور الَّذِي خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض وَجعل الظُّلُمَات والنور رَبهم وَرب آبَائِهِم الْأَوَّلين رب الْمشرق وَالْمغْرب وَلَا يَقُول أحد مِنْهُم إِنَّه عين الْمَخْلُوقَات وَلَا نفس المصنوعات كَمَا يَقُوله هَؤُلَاءِ حَتَّى إِنَّهُم يَقُولُونَ لَو زَالَت السَّمَوَات وَالْأَرْض زَالَت حَقِيقَة الله وَهَذَا مركب من أصلين أَحدهمَا أَن الْمَعْدُوم شَيْء ثَابت فِي الْعَدَم كَمَا يَقُوله كثير من الْمُعْتَزلَة والرافضة وَهُوَ مَذْهَب بَاطِل بِالْعقلِ الْمُوَافق للْكتاب وَالسّنة وَالْإِجْمَاع وَكثير من متكلمة أهل الْإِثْبَات كَالْقَاضِي أبي بكر كفر من يَقُول بِهَذَا وَإِنَّمَا غلط هَؤُلَاءِ من حَيْثُ لم يفرقُوا بَين علم الله بالأشياء قبل كَونهَا وَأَنَّهَا مثبتة عِنْده فِي أم الْكتاب فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ وَبَين ثُبُوتهَا فِي الْخَارِج عَن علم الله تَعَالَى فَإِن مَذْهَب الْمُسلمين أهل السّنة وَالْجَمَاعَة أَن الله ﷾ يعلم الْأَشْيَاء بِعِلْمِهِ الْقَدِيم الأزلي وَأَنه ﷾ كتب فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ مقادير الْخَلَائق قبل أَن يخلقها فيفرقون بَين الْوُجُود العلمي الْكِتَابِيّ وَبَين الْوُجُود الْعَيْنِيّ الْخَارِجِي وَلِهَذَا كَانَ أول مَا نزل على رَسُوله الله ﷺ سُورَة ﴿اقْرَأ باسم رَبك الَّذِي خلق خلق الْإِنْسَان من علق اقْرَأ وَرَبك الأكرم الَّذِي علم بالقلم علم الْإِنْسَان مَا لم يعلم﴾ العلق ١ ٥ فَذكر الْمَرَاتِب الْأَرْبَعَة وَهِي الْوُجُود الْعَيْنِيّ الَّذِي خلقه وَذكر الْوُجُود الرسمي المطابق اللَّفْظِيّ الدَّال على العلمي وَبَين أَن الله تَعَالَى علمه وَلِهَذَا ذكر أَن التَّعْلِيم بالقلم فَإِنَّهُ مُسْتَلْزم للمراتب الثَّلَاثَة وَهَذَا القَوْل أَعنِي قَول من يَقُول أَن الْمَعْدُوم شيئ ثَابت فِي نَفسه خَارج عَن علم الله تَعَالَى وَأَن كَانَ بَاطِلا ودلالته وَاضِحَة لكنه قد ابتدع فِي
1 / 141