7_ الاغترار بإمهال الله للمسيئين: فمن الناس من يسرف على نفسه بالمعاصي؛ فإذا نصح عنها، وحذر من عاقبتها قال: ما بالنا نرى أقواما قد امتلأت فجاج الأرض بمفاسدهم، ومباذلهم، وظلمهم، وقتلهم الأنفس بغير الحق، وأكلهم أموال الناس بالباطل، وأكلهم الربا وقد نهوا عنه، ومع ذلك نراهم وقد درت عليهم الأرزاق، وأنسئت لهم الآجال، وهم يعيشون في رغد ونعيم بعيد المنال؟ .
ولا ريب أن هذا القول لا يصدر إلا من جاهل بالله، وبسننه_عز وجل_.
ويقال لهذا وأمثاله: رويدك، رويدك؛ فالله_عز وجل_يعطي الدنيا لمن أحب، ولمن لا يحب؛ وهؤلاء المذكورون متبر ما هم فيه، وباطل ما كانوا يعملون؛ فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم؛ فما الذي هم فيه من النعيم إلا استدراج، وإمهال، وإملاء من الله_عز وجل_حتى إذا أخذهم أخذهم أخذ عزيز مقتدر(77).
قال": =إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته+، ثم قرأ قوله_تعالى_: [وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد] هود: 102 (78).
وقال_عليه الصلاة والسلام_: =إذا رأيت الله_عز وجل_يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب_فإنما هو استدراج + ثم تلا قوله_عز وجل_: [فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين] الأنعام: 44_45 (79).
قال ابن الجوزي×: =فكل ظالم معاقب في العاجل على ظلمه قبل الآجل، وكذلك كل مذنب ذنبا، وهو معنى قوله_تعالى_: [من يعمل سوءا يجز به] النساء: 123.
وربما رأى العاصي سلامة بدنه؛ فظن أن لا عقوبة، وغفلته عما عوقب به عقوبة.
Bogga 27