165

12_ ومن ترك الكبر، ولزم التواضع_كمل سؤدده، وعلا قدره، وتناهى فضله =وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله+(453).

وأحسن أخلاق الفتى وأتمها

تواضعه للناس وهو رفيع(454)

13_ ومن ترك المنام ودفأه ولذته، وقام للصلاة_عوضه الله فرحا، ونورا، ونشاطا، وأنسا.

14_ ومن ترك التدخين، وكافة المسكرات، والمخدرات_أعانه الله، وأمده بألطاف من عنده، وعوضه صحة وسعادة حقيقية لا تلك السعادة العابرة الوهمية.

15_ ومن ترك العشق، وقطع أسبابه التي تمده، وتجرع غصص الهجر ونار البعاد في بداية أمره، وأقبل على الله بكليته_رزق السلو، وعزة النفس، وسلم من اللوعة، والذلة، والأسر، وملىء قلبه حرية ومحبة لله_عز وجل_تلك المحبة التي تلم شعث القلب، وتسد خلته، وتشبع جوعته، وتغنيه من فقره؛ فالقلب لا يسر ولا يفلح، ولا يطيب، ولا يسكن، ولا يطمئن إلا بعبادة ربه، وحبه، والإنابة إليه.

16_ ومن ترك الانتقام والتشفي مع قدرته على ذلك_عوضه الله انشراحا في الصدر، وفرحا في القلب؛ ففي العفو من الطمأنينة، والسكينة، والحلاوة، وشرف النفس، وعزها، وترفعها_ما ليس شيء منه في المقابلة والانتقام، =وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا+(455).

17_ ومن ترك صحبة السوء التي يظن أن بها منتهى أنسه، وغاية سروره_عوضه الله أصحابا أبرارا، يجد عندهم المتعة والفائدة، وينال من جراء مصاحبتهم خيري الدنيا والآخرة.

18_ ومن ترك كثرة الطعام سلم من البطنة، وسائر الأمراض، وضياع الأوقات؛ لأن من أكل كثيرا شرب كثيرا، فنام كثيرا، فخسر كثيرا.

19_ ومن ترك المماطلة بالدين يسر الله أمره، وسدد عنه، وكان في عونه.

20_ ومن ترك الغضب حفظ على نفسه عزتها وكرامتها، ونأى بها عن ذل الاعتذار ومغبة الندم، ودخل في زمرة المتقين =الكاظمين الغيظ+.

21_ ومن ترك الوقيعة في أعراض الناس، والتعرض لعيوبهم ومغامزهم_عوض بالسلامة من شرهم، ورزق التبصر في عيوب نفسه.

Bogga 165