102

فاحمد رماءك إن أصبت نفيسا(280) ز_الاغترار ببعض الأقوال التي تبيح العشق: فبعض الناس قد يستهين بشأن العشق، بحجة إباحته، وترخص بعض العلماء بذكر أقوال العشاق وذكر قصصهم وأخبارهم، أو بحجة أن بعض أهل الفضل قد وقع في أشراك العشق، أو بحجة أن للعشق بعض الفضائل حيث ذكر بعضهم أنه يزيد في رقة الطبع، وترويح النفس، وخفتها، ورياضتها، وحملها على مكارم الأخلاق من نحو الشجاعة، والكرم، والمروءة، ورقة الحاشية، وغير ذلك مما ذكر(281).

ومن ثم يقع في العشق من يقع، ثم يلاقي ويلاته ومراراته.

والجواب على ما مضى أن تلك الإيرادات والأقوال لا تقوم بها حجة؛ فالقول بإباحته، ونقل ذلك عن السلف قول غير مقبول؛ لأن الناقلين ذلك عنهم اتكأوا على نقول لا تصح، أو نقول لا تدل على ما ذهبوا إليه.

قال ابن القيم×في شأن تلك النقول: =وشبههم التي ذكروها دائرة بين ثلاثة أقسام، أحدها: نقول صحيحة لا حجة لكم فيها.

والثاني: نقول كاذبة عمن نسبت إليه من وضع الفساق الفجار كما سنبينه.

الثالث: نقول مجملة محتملة لخلاف ما ذهبوا إليه+(282).

ثم شرع_رحمه الله_في تفصيل ذلك.

وقد سئل أبو الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني×مسألة عن العشق، وحكم مواصلة العاشق للمعشوق، وكان السؤال شعرا مكتوبا في رقعة، فأجابه أبو الخطاب قائلا:

يا أيها الشيخ الأديب الذي

قد فاق أهل العصر في شعره

ثم قال:

من قارف الفتنة ثم ادعى ال

عصمة قد نافق في أمره

ولايجيز الشرع أسباب ما

يورط المسلم في حظره

فانج ودع عنك صداع الهوى

عساك أن تسلم من شره

هذا جواب الكلوذاني قد

جاءك يرجو الله في أجره(283)

وسئل ابن الجوزي×بأبيات عن جواز العشق مطلعها:

يا أيها العالم ماذا ترى

في عاشق ذاب من الوجد

فأجابه ابن الجوزي قائلا:

يا ذا الذي ذاب من الوجد

وظل في ضر وفي جهد

اسمع فدتك النفس من ناصح

بنصحه يهدي إلى الرشد

إلى أن قال:

وكل ما تذكر مستفتيا

حرمه الله على العبد

Bogga 102