Tawali Tanis
توالي التأنيس بمعالي ابن إدريس لابن حجر
Noocyada
فكان والد الشافعي قد خرج إلى الشام لحاجة فمات هناك، وولد له الشافعي فحولوه إلى الحجاز، ذكر ذلك زكريا بن يحيى الساجي في مناقب الشافعي، قال: حدثني ابن بنت الشافعي قال: كان والد الشافعي مات في غير مكة، وكان قليل ذات اليد، فخرج جدي إليه فحمله إلى مكة من عسقلان.
وأما طلبه العلم:
فقال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب سمعت الشافعي يقول: قدمت مكة وأنا ابن عشر أو شبهها، فصرت إلى نسيب لي، قال: فرآني أطلب العلم، فقال: لا تعجل بهذا، أو أقبل على ما ينفعك -يعني التكسب- قال: فجعلت لذتي في العلم وطلبه، حتى رزق الله منه ما رزق.
وقال أيضا: أخبرنا أبي قال: أخبرت عن الشافعي، قال: لم يكن لي مال فكنت أطلب العلم في الحداثة، فأذهب إلى الديوان فأستوهب منهم الظهور، فأكتب فيها.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو بكر محمد بن إدريس -وراق الحميدي- قال: سمعت الحميدي يقول: سمعت الشافعي -رضي الله عنه- يقول: كنت يتيما في حجر أمي، ولم يكن لها مال، وكان المعلم يرضى من أمي أن أخلفه إذا قام، فلما جمعت القرآن، دخلت المسجد فكنت أجالس العلماء فأحفظ الحديث أو المسألة، وكانت دارنا في شعب الخيف، فكنت أكتب في العظم فإذا كثر طرحته في جرة عظيمة، وأخرجه الحاكم من طريق مسلم بن الحجاج عن محمد بن إدريس نحوه.
وأخرج الخطيب من طريق المزني قال: سمعت الشافعي يقول: حفظت القرآن وأنا ابن سبع، وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر.
وأخرج الحاكم من طريق مصعب الزبيري قال: قرأ الشافعي أشعار هذيل حفظا، ثم قال لي: لا تخبر بهذا أحدا، وكان يسمر من أول الليل إلى الصباح يتذاكران.
Bogga 110