أخبرني محمد بن بشر قال: حدثني سلمة بن شبيب (١) قال: حدثني حماد الحفار قال: دخلت المقابر يوم الجمعة فما انتهيت إلى قبر إلا سمعت فيه قراءة القرآن.
المروذي: قيل لأبي عبد الله: هل للورع حادٌّ؟ قال: ما أعرفه (٢).
إنما لم يحدَّه؛ لأن الورع هو: ترك الشبهة أو المباحات، وذلك أكثر من أن يحصى، فلهذا لم يحدَّه.
وقد رُوي عن النبي ﷺ أنه قال: "لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرًا لما به البأس" (٣).
أبو الصقر (٤): قال أحمد: إذا كانت الفتنة فلا بأس أن يعتزل الرجل حيث شاء، فأما ما لم تكن فتنة فالأمصار خير.
لأن ما يحصل من الفتنة من الحصر بالنفس والمال والدين؛ أكثر مما يفوته من فضيلة المقام بالأمصار من إدراك الجماعات، وتعليم القرآن والسنن؛ لأن هذه الأشياء لا تجب.
إسحاق بن إبراهيم (٥): قال أحمد: ينبغي للمؤمن أن يكون رجاؤه وخوفه واحدًا (٦) ............................................................
_________
(١) النيسابوري، قال الخلال: كان رفيع القدر حديث عنه شيوخ أجلة. روى عن: أحمد وغيره، وعنه: مسلم في الصحيح. طبقات الحنابلة (١/ ١٦٨)
(٢) رواه المروذي في كتاب الورع (ص ٤).
(٣) تقدم تخريجه (ص ٧٤).
(٤) ذكره أبو يعلى في طبقات الحنابلة (١/ ٤٠٩).
(٥) ابن هانئ النيسابوري، أبو يعقوب، قال ابن أبي يعلى: خدم الإمام أحمد ونقل عنه مسائل كثيرة (ت ٢٧٥ هـ) ﵀. انظر: طبقات الحنابلة (١/ ١٠٨).
(٦) ذكره: ابن مفلح في الآداب الشرعية (٢/ ٣٠).
1 / 80