تعليق
ذكر أحمد في غير موضع وقد سئل عن الزهد في الدنيا فقال: قصر الأمل (١).
والوجهُ فيه ما نقلته من خط أبي بكر عبد العزيز (٢) في جزء ترجمته العلم، بإسناده عن عبد الله بن عمرو قال: مر بنا النبي ﷺ ونحن نصلح خصًّا لنا، فقال: "ما هذا؟ ". فقلت: خصٌّ لنا وَهَى فنحن نصلحه. فقال ﷺ: "ما أرى الأمر إلا أسرع من ذلك". وفي لفظ آخر: "ما أرى الأمر إلا أعجل من ذلك" (٣).
وبإسناده (٤) عن أبي سعيد الخدري قال: اشترى أسامة بن زيد بن ثابت وليدة بمائة دينار إلى شهر، قال: فسمعت رسول الله ﷺ يقول: "ألا تعجبون من أسامة اشترى إلى شهر! إن أسامة لطويل الأمل؛ والذي نفسي بيده ما طرفت عينايَ فظننت أن شفري يلتقيان حتى أُقبض، ولا رفعت طرفي إلى السماء فظننت أنِّي واضعه حتى
_________
(١) ذكره: أبو نعيم في الحلية (٤/ ٢٤٢) وابن رجب في جامع العلوم والحكم (١/ ٢٩١).
(٢) غلام الخلال، وقد تقدمت ترجمته (ص ٣٩).
(٣) أخرجه: أحمد (١٠/ ٤) وأبو داود (رقم ٥٢٣٦) وابن ماجه (رقم ٣٣٧٣) والترمذي (رقم ٢٣٣٥) وقال: حسن صحيح، وصححه أحمد شاكر في تخريجه لمسند أحمد.
والخصُّ: بيت يعمل من الخشب والقصب، سمي بهذا لما فيه من الفُرَج والثقوب. انظر: النهاية في غريب الحديث لإبن الأثير ٢/ ٩٩ - (ح ص ص).
(٤) يعني بإسناد أبي بكر عبد العزيز، غلام الخلال، في الجزء المذكور، ولم أجده، ولذا خرجت ما يأتي من الأحاديث المنقولة عنه من مصادر السنة المتوفرة.
1 / 71