النهير يتخور.
يعلن الراديو أن ...
تتعلق خراطيم وابور مزرعتنا الشفاط ما بين الماء والشط، عملنا لساعات طوال لإطالته. في ذلك الصيف أنتجنا كما هائلا من البطيخ، شحنا «لوريين» إلى سوق المدينة، فتخاطفه الناس الجوعى والعطشى، سألوا: أهو مستورد؟ - أهي الباخرة الأولى القادمة من واشنطن؟
غادرنا نوار سعد بعد شهر من التواصل الإنساني، تركت فينا أشياء اكتشفناها بعد أن ذهبت، أشياء مهمة، قال المختار ذات يوم: هل بإمكاننا الخلاص بعد أن زارتنا نوار سعد؟
في السياسة
ونحن نقتلع أشجار ...
ونحن نقتلع أشجار البطيخ القديمة على الأرض، أطل علينا من بين رماد الأشجار، وجه تعب، وجه مرهق، وجه سارة؛ فألقينا بمقلاعينا وجرينا نحوها، قد بلغ بها الإعياء والبؤس مبلغا، فارتمت أمامنا على الأرض وهي تلهث؛ أسعفناها تحت ظل عرديبة كبيرة، كانت تتصبب عرقا، سقيناها ماء الملح بقليل من السكر، أفاقت.
قالت: جئت من كهوف مايازوكوف، وكنت أختبئ هناك من البوليس السياسي منذ زمن، فقد هجرت الكهوف - كما تعلمان - بعد أن ذهب مايا.
أخبرتنا نوار سعد بأنكم مطاردون، وأن آدم هرب لجهة لا يعلمها أحد، وأن حافظ بالسجن الكبير. قالت في أسى: إنهم يقولون إنه هرب من السجن، ولكن معروف عن السجن الكبير دقة إحكامه، ويقال الأطيار والفئران تجد صعوبة في الخروج من جدرانه، إنهم ربما قاموا بقتله وأعلنوا هروبه، إنها حيلة قديمة يستخدمها البوليس السياسي النازي، ولكن نأمل في أنه هرب فعلا ... لا نريد أن نعي فكرة أنه مات.
أن يموت حافظ يعني أن تخيم مليون سحابة سوداء عاقر هذه البلاد الكبيرة.
Bog aan la aqoon