335

Tatreez Riyadh As-Saliheen

تطريز رياض الصالحين

Tifaftire

د. عبد العزيز بن عبد الله بن إبراهيم الزير آل حمد

Daabacaha

دار العاصمة للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1423 AH

Goobta Daabacaadda

الرياض

وذكر ابن الطلاع: أن أبا بكر إِفْتَكَّ الدرع بعد النبي ﷺ.
[٥٠٥] وعن أنسٍ ﵁ قَالَ: رَهَنَ النَّبيُّ ﷺ دِرْعَهُ بِشَعِيرٍ، وَمَشَيْتُ إِلَى النَّبيِّ ﷺ بخُبْزِ شَعِيرٍ وَإهَالَة سَنِخَةٍ، وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَا أصْبَحَ لآلِ مُحَمّدٍ صَاعٌ وَلا أمْسَى» وَإنَّهُمْ لَتِسْعَةُ أبيَات. رواه البخاري.
«الإهالَةُ» بكسر الهمزة: الشَّحْمُ الذَّائِبُ. وَ«السَّنِخَةُ» بالنون والخاء المعجمة: وَهِيَ المُتَغَيِّرَةُ.
فيه: إعراضه ﷺ عن المشتهيات، واجتزاؤه بما يسد الحاجة من القوت.
وفيه: تسلية لذوي الفقر والحاجة من أمته.
قوله: وإنهم لتسعة أبيات.
قال الحافظ: ومناسبة ذكر أنس لهذا القدر مع ما قبله، الإشارة إلى سبب قوله ﷺ هذا، وأنه لم يقله متضجِّرًا، ولا شاكيًا، وإنما قاله معتذرًا عن إجابة دعوى اليهودي، ولرهنه درعه.
وفي الحديث: جواز معاملة الكفار فيما لم يتحقق تحريم عين المتعامل فيه، وعدم الاعتبار بفساد معتقدهم ومعاملاتهم فيما بينهم.
واستنبط منه جواز معاملة مَنْ أكْثَرُ ماله حرام.
وفيه: جواز بيع السلاح، ورهنه، وإجازته، وغير ذلك من الكافر ما لم يكن حربيًا.
وفيه: ما كان عليه النبي ﷺ من التواضع، والزهد في الدنيا، والتقلل منها

1 / 338