124

Tatreez Riyadh As-Saliheen

تطريز رياض الصالحين

Baare

د. عبد العزيز بن عبد الله بن إبراهيم الزير آل حمد

Daabacaha

دار العاصمة للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1423 AH

Goobta Daabacaadda

الرياض

في هذه الآية: أمرٌ لنساء النبي ﷺ أن لا ينسيَنَّ هذه النعمة الجليلة القدر وهي ما يُتلى في بيوتهن من كتاب الله تعالى، وسنَّة رسوله ﷺ. والآيات في الباب كثيرة. أي: في باب المحافظة على السنة والاقتداء به ﷺ واتباعه. وَأَما الأحاديث: [١٥٦] فالأول: عن أبي هريرةَ ﵁ عن النَّبيّ ﷺ قَالَ: «دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، إِنَّمَا أهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَثْرَةُ سُؤالِهِمْ واخْتِلافُهُمْ عَلَى أنْبيَائِهِمْ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْء فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أمَرْتُكُمْ بشيءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. هذا الحديث له سبب، وهو أنه ﷺ خطب وقال: «يا أيها النَّاس، قد فرض الله عليكم الحج فحجوا»، فقال رجلٌ: أكُلُّ عام يا رسول الله؟ فسكتَ حتى قالها مرارًا، فقال رسول الله ﷺ: «لو قلت: نعم. لوجبت، ولما استطعتم»، ثم قال: «دعوني ما تركتكم..» الحديث. وهو من قواعد الإسلام المهمة، قال الله تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر (٥٩)] . وقال تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن (١٦)] . ويُستفاد منه: كراهة كثرة المسائل من غير ضرورة. قال مالك رحمه الله تعالى: «المِراء والجدال يذهب بنور العلم من قلب الرجل» . وفي بعض الآثار: «إذا أراد الله بعبد خيرًا فتح له باب العلم، وأغلق عنه

1 / 127