96

فكانت دعوته في العشر الأولى من جمادى الأولى عنه سنة اثني عشرة وتسبعمائة بمحروس ظفيرحجة تحت الشجرة العظمى، ووقع التفاؤل ببيعة الشجرة فبايعه الناس على طبقاتهم، وكان من أول بركات دعوته ومبادئ ظهور نفعها في الإسلام جمع كلمة الزيدية، وكانوا في ذلك العصر فريقين، منهم من يقول بإمامة المنصور [بالله](1) محمد (بن علي)(2) الوشلي، ومنهم من يقول بإمامة الناصر الحسن بن الإمام عزالدين [عليه السلام](3)، وثارت بين الفريقين عداوة [ومنافرات](4) ومكالمة ومشاعرات لا يفعلها ذوو الأحلام والنهى.

فكان (قيام الإمام -عليه السلام-)(5) حسما لذلك، ولما انتشرت (دعوته عليه السلام)(6) في الأقطار، وصار صيتها في القرى والأمصار، تلقيت بالقبول، وأجابها الجم الغفير من الخاصة والعامة، فكان أهل الفضل(7) والدين يأتونه إرسالا، وغيرهم من المسلمين (ويبايعون له)(8) خفافا وأثقالا، فأقام عليه السلام شهرين، والوفود تأتيه من كل جهة للبيعة وأخذ الولاية في التصرفات، وإقامة الجمعات.

Bogga 94