Saamaynta Lotus: Sheeko ku saabsan walxaha nano ee cilmi-baarista daawada noolaha
تأثير اللوتس: رواية عن جزيئات النانو في أبحاث الطب الحيوي
Noocyada
قالت فاندا: «ربما اتصل بمدير المبنى؟» كانت ترفض أن تقبل حكاية يوهانيس بوجود واش لا يعرفون من هو. رفعت سيدة على الطاولة المجاورة لها رأسها ونظرت إليها باندهاش. استدارت فاندا وأعطتها ظهرها.
قالت فاندا هامسة: «لم تكن هذه الخطة سوى مزحة.» «كان السيد فايدنرايش مشغولا بإعادة الثلاجة القديمة إلى معملك. تذكرين ذاك الشيء الضخم الذي قمت بإزاحته مؤخرا إلى المعمل؟ كان غاضبا، لكن لم يطرأ ببالي فكرة أفضل.»
حاولت فاندا أن تتحدث بصوت منخفض وهي تقول: «اللعنة! لماذا إذن لم تتصل بي مبكرا؟ لقد سلمت محاضرتي قبل خمس دقائق، وهي الآن على جهاز الكمبيوتر بالقاعة، لا يمكن أن أستعيدها الآن.» «ما زالت للحكاية بقية، كان عليك أن تري كيف اندفع الرئيس مصهدا من المكتب، وكاد أن يقفز في وجه بونتي بعد أن فتحت الباب وهو يصيح ما الذي انتابها لتغلق الباب من الخارج؟ وهي السبب في كل ذلك لأنها لا تريد أن تبدل المفاتيح. كادت تبكي، فأنت تعرفين عدم ثقتها في نظام الغلق الجديد. آنذاك استسلم الرئيس لرغبتها حين أصرت أن توصد أسوار مملكتها بقفل أمان كلاسيكي، وهذا لحسن حظنا. أما المفاتيح الإلكترونية فثمة طريقة تفك بها ليخرج المحبوس من الداخل، وتحت ظرف كهذا لم تكن خطتنا لتنجح. في هذه الأثناء كان قطار شتورم إلى فرانكفورت قد غادر فعلا إلا أن سيارة الأجرة كانت تنتظره في الجراج بالأسفل. كان لا يزال لديه الفرصة الكاملة أن يلحق بطائرته إلى برلين.» «وهل فعل أم لم يفعل؟» «على الأرجح أنه وصل إلى المطار في وقت مناسب، لكن لم يسمح له بالصعود إلى الطائرة.» توقف يوهانيس قليلا، لقد كانت الخطة برمتها من بنات أفكاره، لذلك كان يستمتع أن يقتلها مللا بالتفاصيل لمرة جديدة.
فصاحت فيه: «توقف عن ذلك وأخبرني أخيرا ما الذي يحدث.» «إنذار بوجود قنبلة. فرملة الطوارئ. حقيبة لا يعرفون من صاحبها وجدت في مكان ما بصالة تخليص الإجراءات. توقفت كل الرحلات، وأغلق المطار لعدة ساعات.»
تنفست فاندا الصعداء. «لن يحضر إذن؟» فرملة الطوارئ؟ ماذا كان يقصد يوهانيس بذلك؟ «لنقل إنه بالتأكيد لن يصل في الموعد المحدد. لقد حلقت طيارته الآن. ولو أسرع الخطى فعلا قد يصل عند مختتم محاضرتك.»
الفصل السابع والأربعون
محللون وقارئة الفنجان
كانت القهوة قد بردت في فنجانه في هذه الأثناء، لكنه لم يتمكن من رفع عينيه عن شاشة الكمبيوتر الخاص به. بعد المكالمة دخل على الإنترنت، كان عليه أن يجد طريقة لصرف انتباهه. كان اليوم هو عطلته، وكان في وسعه أخيرا أن يزور المنتدى الذي أنشأه لنفسه ولزبائنه حاليا ومستقبلا، فهناك دائما أسئلة يتعين الإجابة عليها. مرت ثلاث ساعات سريعا، حتى الثانية عشرة ظل بمنامته على مكتبه ينقر على الكمبيوتر. «كيف تعمل مناهج التنبؤ؟ وعلام تستند تحليلاتك لسوق الأسهم؟» سؤال من شخص يدعى جان. واتته الإجابة بسهولة. «مناهج التنبؤ تبنى على حقائق سارية في هذه اللحظة. لقد تمكن مانديلبورد في الستينيات من اكتشاف نماذج عشرية في أسواق المال، وبمساعدة نظريته العشرية استطاع التنبؤ بتطور أسعار القطن في الولايات المتحدة. المناهج العشرية، الشبكات العصبية، اللوغاريتمات الجينية ... ثمة عدة طرق يمكن المزج فيما بينها للوصول إلى نبوءة مثالية. أنا أستعمل القليل من كل طريقة. الشبكات العصبية على سبيل المثال ما هي إلا أنظمة بديهية، وهي تتعرف على النماذج بطريقة مشابهة للمخ البشري. تستطيع على نحو مبسط غاية التبسيط أن تتخيل اللوغاريتمات الجينية أو التطورية على صورة ميزان. الموارد المتنافسة تحاول أن تتوازن بعضها في مقابل بعض، والهدف هو الوصول إلى النتيجة المثلى.» كان يجتهد ليجعل إجاباته مقتضبة؛ لأن معظم زبائنه كانوا من الهواة وصغار المستثمرين، ولم يكن ثمة جدوى من الإثقال عليهم بحديث نظري.
سأل مشترك آخر: «هل نحتاج لذلك الكمبيوتر حقا؟ نظرية النسبية قائمة على التجارب العقلية، لقد جعلت التنبؤ ممكنا في المسائل التي لا تزال الفيزياء التجريبية قاصرة عنها. أتساءل كيف يمكن لبشر باستخدام رءوسهم فقط أن يقيموا نظريات معمقة لها قدرة على التنبؤ؟ هل هذا مجرد تطوير عفوي للوعي، أم ربما هي موهبة ربانية؟»
لقد وضع لنفسه برنامجا بعد أن رتب زوار المنتدى الخاص به. مثل هذا الزائر كان يصنفه تحت فئة الفلاسفة الفقراء، الذين يخفون عوزهم وراء عباءة الأسئلة الرنانة. لم يكن يتوقع من أمثالهم شيئا سوى بعض التسلية، وكان دائما ما يتعجب لأن هذا الحجاب الصوفي كان لا يزال يغبش النظرة إلى المستقبل. فبالنسبة له لم يكن وجود إله سوى حدث إحصائي ذي احتمالية مشروطة، شيء يمكن أن يكون أو لا يكون، حسب المنطلق الذي يبدأ منه الإنسان، أما إسهامه المحتمل في الحدث فيتعلق بالفشل الواضح للتوقعات. من الخطأ إنكار وجوده تماما، وأيضا من الخطأ بالقدر نفسه الإصرار على وجوده. القدرة الإلهية تكمن فيما لا يمكن التنبؤ بوقوعه. وكان ذلك يتحداه من أجل أن يصل بمناهجه إلى الشكل الأمثل. لقد كان ذلك هو جزءا من عمله الذي يحاول التغلب عليه، رغم أنه يعلم أنه لا يمكن أن ينجح في ذلك إلا بصورة تقريبية، لكنه في كل الأحوال لن يطرح هذه الأفكار الشخصية على المنتدى، حتى لو كان حريصا على أن يقدم إجابة على أي سؤال يثار.
Bog aan la aqoon