109

Saamaynta Lotus: Sheeko ku saabsan walxaha nano ee cilmi-baarista daawada noolaha

تأثير اللوتس: رواية عن جزيئات النانو في أبحاث الطب الحيوي

Noocyada

صاحت: «ألا يمكن أن ينتظر ذلك إلى الغد؟ علاوة على ذلك، من أخبرك أين أكون؟» كانت تجري، تكاد تهرب. كانوا يتوجهون إلى المدينة بالأسفل.

أجابها أندرياس: «أنت نفسك أخبرتني بذلك ذات مرة.»

لا تذكر فاندا أنها أخبرت أندرياس بخططها لليلة رأس السنة.

قال بحذر: «لقد اتصلت بي الشرطة أول أمس. لذلك عدت إلى ماربورج قبل الموعد. لم أكن أريد أن أخبرك هاتفيا حتى لا أثير قلقك. الآثار على السور في باحة القصر مصدرها ذخيرة ذاتية التحلل فعلا . ربما بالفعل ثمة علاقة ...»

قاطعته قائلة: «هراء!» كانت فاندا مذهولة؛ فقط لأن الشرطة اكتشفت بالفعل آثار ذخيرة ذاتية التحلل، تلك العينة التي أخذتها تلك الشقراء مثل الخبز المقرمش ذات الاسم الذي يصلح أن يكون اسم سفينة، يأتي ليفسد علي الأمسية؟

قال بصوت محبط: «أرى أن هذه المعلومة شديدة الأهمية، خصوصا أن الذخيرة ذاتية التحلل تلك ليست بالذخيرة المتاحة للمستهلك العادي.» «وماذا يقول لنا هذا إذن؟ إن المخابرات تلاحقني أو تلاحقك؟ لا تجعل من نفسك أضحوكة.» ألم يكتب سنايدر على عمليات السلطات الفيدرالية الأمريكية في أوروبا؟ لكن لماذا يطلقون علينا النار؟ هزت فاندا رأسها. «لم يكن سوى أحمق ثمل.» قالتها بتوكيد لم يدع مجالا لمعارضة، «لن أندهش إن وجدنا هذا الشيء في السوق السوداء.»

أرادت فاندا العودة إلى المنزل. سبقته، وسرعان ما وصلا إلى المدينة القديمة ومنطقة المشاة. حتى تلك اللحظة ظلا يتجادلان، كان الشارع مليئا بالناس قبل منتصف الليل بقليل. دفعت أجواؤهم الاحتفالية فاندا للصمت رغم أنها كانت لا تزال تغلي من داخلها. ما الذي يفكر فيه هذا الغر؟ تذكرت حكاياتها مع أخيها، وكيف أنه كان يتبعها سرا إلى حفلاتها الأولى. ذات مرة وقف على غير انتظار بباب معلمها الجزائري، كانت في الخامسة عشرة وجميل في الثالثة والعشرين، وكان المفترض أن يعلمها الفرنسية. كان أسلوبه في التدريس عمليا وقريبا من الحياة المعيشة، أما مذاقه فكان مثل الثوم ومثل أحد التوابل الغريبة. لم تعرف أنه حب الهال سوى بعد ذلك بكثير، من محل وجبات سريعة أفغانية، قريب من مسكنها في فترة الدراسة الجامعية، وكانت تعتمد عليه لتأمين استمرارها على قيد الحياة فترة الامتحانات. مع المذاق عادت ذكرى جميل مثل الآن، حسية وكلها شغف. آنذاك كان يشتعل بداخلها وهج أقوى من الجوع ومن الحاجة إلى النوم، ثم جاء ذلك الأخرق ليقف بالباب، ويتراجع مرتبكا ليدوس ساقا بالأخرى؛ لأنه كان قد وصل إلى سن يفهم فيها ما يحدث. سبت ولعنت وصاحت واعتبرت أن والديها كانا وراء ذلك. عوقبت بالمكوث في المنزل شهرا كاملا ، ولم تر جميلا ثانية.

ترى هل يأكل توماس الآن الحلوى الخاصة بي؟ لقد تركها تمضي ببساطة، بلا حجج معارضة، دون أن يبدي أي إشارة لخيبة أمل. لقد ظل خلفها في الطرقة، لكنها رأت وجهه في المرآة، لم يبد عليه أي أثر، فشعرت بالإحباط. هل ذهبت مع أندرياس لهذا السبب؟

جفلت حين انفجر صاروخ ناري بجانبها. وفي ميدان السوق أمام مجلس المدينة القديم وقف الناس في مجموعات صغيرة مسترخية. أسرعت فاندا خطواتها. مرت من حول المنتظرين دون أن تكترث إن كان أندرياس يسير وراءها، وواصلت الخطو بهمة نحو هدفها. كانت تريد أن تتخلص منه، لكنه ظل يتابعها.

تبعثر الطين تحت قدميها حين قفزت على درجات الزقاق، وفي اللحظة التي عبرت فيها تقاطع بيلجريمشتاين بدأ الهدير. جاء الصراخ والطرقعة والفرقعة من كل مكان، وأخذت أجراس الكنائس تدق. تناثرت الشرارة فوق رأسها. كانت لا تزال تجري تتعجل الدخول في العام الجديد بخطواتها الواسعة كثيرا. كانت تتخيل الأمر على نحو مغاير. في أحضان رجل ربما؟ كيف يمكن أن أكون بهذا الغباء؟ إنه لا يريدني بتاتا. ارتعبت عندما أمسكها أندرياس من ذراعها، وشل الارتباك قدرتها على الاعتراض وتبعته في نزوله على درجة سلم مظلمة على طريق موحل. بدت لها أشجار الحديقة النباتية العملاقة أكثر ضخامة من حجمها بالنهار، ومع كل طقطقة كانت الغربان تضرب بأجنحتها ثم تعاود الهبوط الوئيد على الأغصان التي ينامون عليها. أخرج أندرياس زجاجتي بيكولو من جيبه وفتحهما وناولها واحدة بابتسامة تشي بالندم. «نخب العام الجديد!» قال بصوت خفيض وقرع الزجاجتين إحداهما بالأخرى. شربت فاندا ثم مسحت فمها، وعاودها غضبها القديم. «بالمناسبة الألعاب النارية توزع الجزيئات بكفاءة وتحمل الأجواء، خصوصا في ليلة رأس السنة، بنسب عالية جدا من غبار النانو.»

Bog aan la aqoon