Nadiifinta Crediga laga Nadiifiyay Wasakhowga Gaalnimada

Muhammad ibn Ismail al-Amir al-San'ani d. 1182 AH
58

Nadiifinta Crediga laga Nadiifiyay Wasakhowga Gaalnimada

تطهير الاعتقاد من أدران الإلحاد

Baare

عبد المحسن بن حمد العباد البدر

Daabacaha

مطبعة سفير،الرياض

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٤هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

قلتُ: نعم! ﴿يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ﴾، لكن هذا جهل منهم بمعنى الشرك، فإنَّ تعظيمَهم الأولياء ونحرَهم النحائر لهم شركٌ، والله تعالى يقول: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ أي: لا لغيره، كما يفيدُه تقديم الظرف١، ويقول تعالى: [٧٢: ١٨] ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ وقد عرفتَ بما قدَّمناه قريبًا أنَّه ﷺ قد سمَّى الرياءَ شركًا، فكيف بما ذكرناه؟! فهذا الذي يفعلونه لأوليائهم هو عين ما فعَلَه المشركون وصاروا به مشركين، ولا ينفعهم قولهم: نحن لا نشركُ بالله شيئًا، لأنَّ فعلَهم أَكْذبَ قولَهم. فإن قلتَ: هم جاهلون أنهم مشركون بما يفعلونه. قلتُ: قد صرَّح الفقهاء في كتب الفقه في باب الرِّدة أنَّ مَن تكلَّم بكلمة الكفر يَكفر وإن لَم يقصد معناها٢، وهذا دالٌّ على أنَّهم لا

١ الذي في الآية جار ومجرور، وليس بظرف، وهو متعلق بـ ﴿فَصَلِّ﴾ قبلها، وقد حذف الجار والمجرور المتعلق بـ ﴿وَانْحَرْ﴾، وهو ما بعدها، أي: فصلِّ لربِّك وانحر له، وهو مثل قوله تعالى: ﴿يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ﴾، أي: منه، والمثال المطابق لما ذكره المصنف من تقديم الجار والمجرور قوله: ﴿وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ﴾، أي: لا إلى غيره، وقوله: ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾، أي: لا على غيره. ٢ هذا ليس على إطلاقه؛ فقد يحصل مثل ذلك عن إكراه أو سبق لسان بدون قصد للفرح الشديد مثلًا، كالذي وجد ناقته بعد أن يئس منها، وقال: "اللَّهمَّ أنت عبدي وأنا ربُّك" رواه مسلم (٢٧٤٧)، وقد مرَّ تفصيل القول في هذه المسألة في الفصل الخامس من المقدمة.

1 / 65