ومنها: عن أنس ﵁ قال: "دخلت مع النبي ﷺ نعود زيد بن أرقم وهو يشتكي عينيه"، فقال "يازيد، أرأيت إن كان بصرك لما به"، قال: "أصبر وأحتسب"، فقال: "والذي نفسي بيده إن كان بصرك لما به، فصبرت، واحتسبت، لتلقين الله تعالى يوم القيامة ليس عليك ذنب" رواه أبو يعلى١، وابن عساكر٢.
ومنها، عن زيد بن أرقم ﵁ قال، رمدت عيني، فعادني٣ رسول الله – ﷺ في الرمد، فقال: "يا زيد بن أرقم، إن كان عينك لما بها كيف فعلت"، فقلت: أصبر واحتسب، قال.
_________
١ مجمع الزوائد ٢/٢٠٨،٢١٠.
٢ تاريخ دمشق لابن عساكر (التهذيب): ٥/٤٤٠، ورواه أحمد في المسند ١٥٥/٣، وابن الجعد في مسنده ٢/٨٤٤، رقم (٢٣٣٥)، قال الهيثمي في المجمع ٢/٣١٠: وفيه الجعفي، وفيه كلام كثير وقد وثقه الثوري وشعبه، وانظر: بلوغ الأماني ١٩/١٣٦، وحديث حاشية رقم (٧٤) . عن بريدة ﵁.
٣ قال ابن القيم ﵀ في زاد المعاد ١/٤٩٤: كان – ﷺ يعود تن مرض من أصحابه، وعاد غلاما كان يخدمه من أهل الكتاب، وعاد عمه وهو مشرك، وعرض عليهما الإسلام، فأسلم اليهودي، ولم يسلم عمه، وكان يدنو من المريض، ويجلس عند رأسه، ويسأله عن حاله، فيقول: كيف تجدك؟ وكان يمسح بيده اليمنى على المريض، ويدعو له ثلاثا. ولم يكن من هديه ﷺ أن يخمن يوما من الأيام بعيادة المريض، ولا وقتا من الأوقات، بل شرع لأمته عيادة المرضى ليلا ونهارا، وفي سائر الأوقات، وكان يعود من الرمد وغيره، وكان أحيانا يضع يده على جبهة المريض، ثم يمسح صدره وبطنه.
1 / 39