وإشارة إلى أن فاقد عين واحدة من نظره، ومن ضعف بعض بصره، مثاب على قدر الابتلاء، وحينئذ فإن الأجر على قدر الصبر، وعلو الدرجة على قدر المشقة١.
وهنها حديث: يقول الله تعالى: "من أذهبت حبيبتيه فصبر، واحتسب، لم أرض له ثوابا دون الجنة"، رواه البيهقي٢ عن أبي هريرة ﵁.
ومنها حديث يقول الله تعالى: "يا ابن آدم إذا أخذت كريمتيك فصبرت، واحتسبت عند الصدمة الأولى٣، لم أرض لك ثوابا دون
_________
١ فيض القدير ٣/٥٦٦.
٢ في شعب الإيمان/ باب الصبر على المصائب ٧/١٩٣ رقم (٩٩٦٥) .
ورواه أيضا: أحمد في المسند ٢/٢٦٥، والترمذي في أبواب الزهد/ باب ما جاء في ذهاب البصر ٤/٢٨ رقم (٢٥١١) وتال: هذا حديث حسن صحيح، وهناد بن السري في كناب الزهد/ باب الصبر على البلاء ٢/٢٣١، رقم (٢٧٩٨)، والنسائى في كتاب التفسير ٦/٤٤٥، رقم (١١٤٤٦)، والدا رمي في كتاب الرقائق/ باب فيمن ذهب بصره ٢/ ٢٣١، رقم (٢٧٩٨)، وابن حبان/ كتاب الجنائز٧/١٩٥، رقم (٢٩٣٢)، والهيثمي في مجمع البحرين ٣٥٠/٢، رقم (١١٧٧) .
٣ قال الخطابي: يريد أن الصبر المحمود المأجور عليه صاحبه هو ما كان
عند مفاجأة المصيبة، وهي الصدمة الأولى دون ما بعدها، فإنه إذا طالت الأيام عليها وقع السلو، وصار الصبر حينئذ طبعا فلم يكن للأجر موضع.
ثم نقل عن البعض أنه قال: إن الإنسان لا يؤجر على شيء من المصائب التي تناله في نفسه من مرض أو موت حميم، ورزء مال، لأجل ذوات هذه الأمور، فإن جميع ذلك طبع وجبلة، ولا صنع للإنسان فيه، وقد يصيب الكافر مثل ما يصيب المسلم، إنما يؤجر الإنسان على نيته واحتسابه الأجر فيها، وتلقي الأمر في ذلك بالرضا وجميل الصبر. انتهى. انظر: أعلام الحديث للخطابي ١/٦٩٠، شرح السنة ٥/٤٤٨، فتح الباري ٣/١٤٩-١٥٠.
1 / 35