93

Tasliyat Mujalis

تسلية المجالس و زينة المجالس - الجزء1

Noocyada

قبل أن يأتيه البشير بالقميص، فأذن لها، فأتته بها، ولذلك يستروح كل محزون بريح الصبا، وقد أكثر الشعراء من ذكرها، فمن ذلك قولهم:

فإن الصبا ريح إذا ما تنسمت

على نفس مهموم تجلت همومها

وقول أبي الصخر (1) الهذلي:

إذا قلت هذا حين أسلو يهيجني

نسيم الصبا من حيث يطلع الفجر

(لو لا أن تفندون) (2) أي: تقولون إنه شيخ قد هرم وخرف، وذهب عقله، (قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم) (3) عن الصواب في حب يوسف (عليه السلام) فإنه كان عندهم أن يوسف قد مات منذ سنين، ولم يريدوا الضلال عن الدين.

(فلما أن جاء البشير) وهو يهوذا (ألقاه على وجهه فارتد بصيرا) (4).

قال الضحاك: عاد إليه بصره بعد العمى، وقوته بعد الضعف، وشبابه بعد الهرم، وسروره بعد الحزن. فقال للبشير: ما أدري ما اثيبك [به] (5) هون الله عليك سكرات الموت.

ولما قدموا أولاده عليه (قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين) (6).

فقال لهم: (سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم) (7)؛ قيل: إنه لم

Bogga 119