155

Tasliyat Mujalis

تسلية المجالس و زينة المجالس - الجزء1

Noocyada

الأحاديث ليشوشوا على ضعفاء المؤمنين، وكانوا كلما ألقوا إلى المسلمين ما بينوه من الإفك والإرجاف أمرهم أمير المؤمنين بالصبر، وأعلمهم أن ذلك لا حقيقة له، إلى أن رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) مؤيدا منصورا قد خضعت له رقاب المشركين، والتزموا الشرائط شرطها عليهم (صلى الله عليه وآله).

وكفى أمير المؤمنين فخرا ودلالة على فضله وتقديمه ما صدر منه في بدر واحد وخيبر والخندق، فإن القتلى كانت سبعين، قتل (صلوات الله عليه) بيده الشريفة ثمانية وعشرين، وقيل: ستة وثلاثين، وقتلت الملائكة والناس تمام العدد.

[موعظة جليلة]

فرغ نفسك أيها المؤمن متفكرا بعين بصيرتك، وأيقظ قلبك أيها المخلص ناظرا بعين باصرتك، أما كان الله سبحانه قادرا على صب سوط عذابه (1) على من آذى نبيه؟ أما كان جل جلاله عالما عن نصب حبائل غوائله، وناجر وليه؟

أما كان في شدة بطشه قوة تزيل جبال تهامة عن مراكزها، وتنسفها نسفا (2)؟ أما كان في عموم سلطانه قدرة أن يخسف الأرض بأهلها، أو يسقط السماء عليهم كسفا (3)، لما ارتكبوا من خلاف نبيهم ما ارتكبوا، واحتقبوا من كبائر الذنوب ما احتقبوا، واتخذوا الأصنام آلهة من دون مبدعهم وخالقهم، واستقسموا بالأزلام عتوا على مالكهم ورازقهم، وجعلوا له البنات ولهم البنين بجائر قسمتهم،

Bogga 182