Tasliyat Mujalis
تسلية المجالس و زينة المجالس - الجزء1
Noocyada
بكر فيها، أقوى دليل على عدم إيمانه، وقوة يقينه (صلى الله عليه وآله)، ورباط جأشه، وقد أشرك الله المؤمنين مع رسوله في السكينة في هذه السورة وغيرها بقوله: (فأنزل الله سكينته) على رسوله وعلى المؤمنين، وأنزل جنودا لم تروها، وفي سورة إنا فتحنا: (فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى) (1) الآية. (2)
وقد رد رسول الله (صلى الله عليه وآله) هند وعبد الله بن فهيرة حين أوصلاه إلى الغار، وحبس أبي بكر لعلمه برباط جأشهما، وشدة يقينهما، وقوة إيمانهما، وانهما لو قتلا ما أخبرا بمكان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وحبس أبا بكر عنده خوفا على نفسه منه، لأنه كان قد علم أولا بعزم الرسول، وخاف إن أذن له كما أذن لهما أن تعلم قريشا بمكانه فيخبرهم به إما رهبة أو نفاقا.
وقد روى أبو المفضل الشيباني بإسناده عن مجاهد، قال: فخرت عائشة بأبيها ومكانه مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الغار، فقال لها عبد الله بن شداد بن الهاد: فأين أنت من علي بن أبي طالب حيث نام [في] (3) مكانه وهو يرى أنه يقتل؟ فسكتت ولم تجد جوابا.
وشتان بين قوله تعالى: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) (4) وبين قوله: (لا تحزن إن الله معنا) (5) وكان النبي (صلى الله عليه وآله) يقوي قلبه، ولم يكن مع علي أحد يقوي قلبه، وهو لم يصبه وجع، وعلي كان
Bogga 177