234

Tasliyat Ahl Masaib

تسلية أهل المصائب

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعلمون؟ فاتقوا الدنيا واتقوا النساء» .
وفي مسلم أيضًا، «عن أنس بن مالك ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال: يا ابن آدم، هل رأيت خيرًا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ويؤتى بأشد الناس بؤسًا في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ في الجنة صبغة، فيقال له: يا ابن آدم، هل رأيت بؤسًا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله، ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط» .
وفي مسلم أيضًا، «من حديث جابر بن عبد الله، أن رسول الله ﷺ مر بالسوق، والناس كنفتية، فمر بجدي أسك ميت، فتناوله، فأخذ بأذنه، فقال: أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟ فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء، وما نصنع به؟ قال: تحبون أنه لكم؟ قالوا: والله، لو كان حيًا كان عيبًا أنه أسك، فكيف وهو ميت؟ فقال: والله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم» .
قوله: كنفتيه أي من جانبيه.
والأسك الصغير الأذن.
«وعن شهر بن حوشب، عن عبادة بن الصامت، قال: أراه رفعه النبي ﷺ قال: يجاء بالدنيا يوم القيامة، فيقال: ميزوا ما كان منها لله ﷿، وألقوا سائرها في النار» .
رواه ابن أبي الدنيا.
وروي أيضًا، «عن عبادة بن العوام، عن هشام أو عوف، عن الحسن مرسلًا، أن النبي ﷺ قال: حب الدنيا رأس كل خطيئة» .
واعلم، أنه من أحب دنياه، أضر بآخرته، ومن أحب آخرته، أضر بدنياه، فآثروا ما يبقى على ما يفنى.
«وعن الحسن مرسلًا، أن النبي ﷺ قالوا له: يا رسول الله، من خيرنا؟ قال: أزهدكم في الدنيا، وأرغبكم في الآخرة» و«قال رسول الله ﷺ: من زهد في الدنيا، أسكن الله الحكمة قلبه، وأطلق بها لسانه، وبصره عيوب الدنيا داءها ودواءها، وأخرجه منها سالمًا مسلمًا إلى دار السلام» .
رواه ابن أبي الدنيا.

1 / 242