69

Tasis Taqdis

تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس

Baare

عبد السلام بن برجس العبد الكريم

Daabacaha

مؤسسة الرسالة

Lambarka Daabacaadda

الطبعة الأولى ١٤٢٢هـ

Sanadka Daabacaadda

٢٠٠١م

﵄: "كان النبي ﷺ يدعوا عند الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش الكريم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش الكريم" ١، فسمى هذا دعاء مع أنه ليس فيه تصريح بالسؤال. قال شيخ الإسلام تقي الدين ﵀ في الكلام على دعوة ذي النون قال: فالسائل تارة يسأله بصيغة الطلب، وتارة بصيغة الخبر، إما بوصف حاله أو حال المسؤول أوبهما، وهو من حسن الأدب في السؤال كقول أيوب مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، والسؤال بالحال أبلغ من جهة العلم والبيان، وبالطلب أظهر من جهة القصد والإرادة فلهذا كان غالب الدعاء من القسم الثاني لأن السائل يتصور مراده فيسٍأله بالمطابقة، فإن تضمن وصف الحال السائل والمسؤول فهو أكمل كقوله: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفرلي مغفرة من عندك وأرحمني إنك أنت الغفور الرحيم، فيه وصف لحال نفسه المقتضي حاجته إلى المغفرة ووصف ربه أنه لا يقدر على هذا غيره، وفيه تصريح بالمطلوب وفيه وصف الرب بما يقتضي الإجابة وهو وصفه بالمغفرة والرحمة، فهذا ونحوه أكمل الأنواع. انتهى. قال ابن كثير: وقد يكون السؤال بالإخبار عن حال السائل واحتياجه كما قال موسى ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾ وقد يتقدمه مع ذلك وصف المسؤول كقول ذي النون ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ

١ أخرجه البخاري، كتاب الدعوات، باب الدعاء عند الكرب، حديث رقم ٦٣٤٦، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء، باب دعاء الكرب. حديث رقم ٦٨٥٨.

1 / 80