105

Tasis Taqdis

تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس

Baare

عبد السلام بن برجس العبد الكريم

Daabacaha

مؤسسة الرسالة

Lambarka Daabacaadda

الطبعة الأولى ١٤٢٢هـ

Sanadka Daabacaadda

٢٠٠١م

جاز أن يطلب منه بعد الموت، ومن منع فعليه الدليل، وعلى قولكم أن الطلب عبادة يقتضي ألا فرق بين الحياة والممات انتهى.
أما إستدلاله بطلب الصحابة منه في حياته أن يدعوا لهم، ولم ينكر عليهم ولم يقل أنتم أشركتم، فهذا من المغالطة والترويج على الجهال، يقول إذا أنكرتم طلب الدعاء منه بعد موته لزمكم ألا تجيزوا١ طلب الدعاء منه في حياته!! وإذا قلتم إنه لا يشفع في الآخرة إلا من بعد إذن الله له لزمكم القول إنه لا يدعوا لأحد في الدنيا إلا من بعد إذن الله له في ذلك٢!!
ويقول: لما ثبت أن الصحابة يطلبون الدعاء منه في حياته فكذلك يجوز بعد موته.
ويقول: إذا كان يدعوا لهم بغير إذن الله في ذلك جاز أن يشفع لهم في الآخرة بغير إذن الله له هذا حقيقة كلامه.
فيقال لهذا: وهل يقول أحد أنه لا يجوز طلب الدعاء منه في حياته ﷺ أومن غيره؟ فلا يقول هذا أحد، فقد كان أصحابه يطلبون منه أن يدعو لهم ويستسقي لهم ويستنصرلهم ويستغفر لهم، وأمره الله بذلك فقال: ﴿وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾ [محمد:١٩] . وقال: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا﴾ [النساء:٦٤] فدعاؤه ﷺ من أعظم الوسائل إلى مطلوبهم وقال ﷺ لعمر لما استأذنه في العمرة "أشركنا يا أخي في دعائك"٣ وما زال المسلمون يطلب بعضهم من بعض الدعاء قال تعالى:

١ بياض في مكان هذه الكلمة في "ب".
٢ في "ب" "إلا من بعد أن يأذن الله في ذلك".
٣ أخرجه أبو داود، كتاب الصلاة، باب الدعاء، حديث ١٤٩٨، والترمذي، كتاب الدعوات، باب ١١٠، حديث ٣٥٦٢، وابن ماجه، كتاب المناسك، باب فضل دعاء الحاج، حديث ٢٨٩٤، وضعفه العلامة الألباني، انظر ضعيف ابن ماجه رقم ٥٧٥.

1 / 116