Tasrif al-ayyam wa-l-ʿusur bi-sirat al-sultan al-Malik al-Mansur
تشريف الأيام والعصور بسيرة السلطان ال¶ ملك المنصور
Noocyada
ومن ذلك تسليم حصن بلاطفس واسترجاعه
وفي هذه السنة أذعن الأمير علم الدين الألدكزي النائب ببلاطنس إلى تسليمه. وكان مولانا السلطان قد جرد الأمير ركن الدين طقصوا المنصوري ومعه ألفا فارس لأجل المرقب ليحتاطوا به قبل الحصار والمنازلة. واطلع على حديث تسليم هذا الحصن في الباطن خفية من الأمير شمس الدين سنقر الأشقر، لأنه كان قد استولى عليه، فعند ذلك أغلق الأمير علم الدين الألدكزى الأبواب وطلب السكر، فطلعوا إليه وسل شفر بلاطنس وذلك في يوم الأحد ثامن صفر الثامنة من النهار. ورتب بها جماعة من المنصورية، وشمل إحسان مولانا السلطان الأمير علم الدين الألدکزی.
ومن ذلك الصلح مع التكفور صاحب سیس
لما كان مولانا السلطان منازلا حصن المرقب حضر کننور الديوية بلد الأرمن ومعه مشافهة من صاحب مبس، وأحضر من جهته تقدمة ومكاتبة من التكفور ومكاتبة من مقدم الدموية، ومضمونها السؤال في صاحب سيس وطلب العفو عنه وقبول العذر. وسبب التوسل بمقدم الديوية في حضور رسله إلى الأبواب السلطانية أن رسل صاحب سیس کانوا كلما حضروا أمسكوا ووقوا، ولا يرد له جواب، فتحيل في الاستعانة تقدم الديوية حتى حضر الكندور في هذا التوسط و إصلاح المال. ولقدم الدوبة على مولانا السلطان خدمة نستوجيه إجابة سؤاله في ذلك، و إقامة حرمته بقبول شفاعته. وأحضر مولانا السلطان الكندور وأحضر التقدمة، وهی نقدمة عظيمة من فضيات ,اقشة وغير ذلك وسأل في تقرير قطيعة عليه بحملها كل سنة، وكان الطلب مستمرة بطلب بهسني منه وهو يكاسر وبعتذر بأعذار كثيرة. فتقرر الحال على أنه يكون يحمل في كل سنة ألف ألف درهم قطيعة من درام وأصناف. وتفصيل ذلك فضة حجر خمسمائة ألف درهم عنها بحساب الدراهم سبعمائة ألف درهم. ومن الخيل الجياد والبغال الجيدة خمسون رأسا، ومن التطبيق الحديد عشرة آلاف تطبيقة مساميرها محمولة إلى أي مكان يرسم له به. وتتمه هذه الجملة تقادم وأقمشة وغيرها. وتقرر أنه يطلق كل تاجر معتقل عنده بأموالهم وبضائعهم. وكل من مات منهم يطاق عوضه أسير مثله، و يسر مال اليت منهم، و بطلق كل مسلم في بلاده مأسورة. ونظمت بذاك هدنة حررت. وحلف مولانا السلطان له عليها في يوم الخميس ثانی شهر ربيع الآخر. وتوجه الأمير فخر الدين القرى التحليف صاحب سیس و إحضار منة مسجلة من هذه القطيعة، و إحضار الأسارى من التجارة وغيرهم. وأنتظم صلح سيس على هذه الصورة المسطورة، واستقرت الأمور على خير. وانتفعت خزائن الأموال بهذه الجملة العظيمة التي تحمل في كل سنة. ولو فتحت و عمرت سيس لما تضل عن كلفها هذا التدر.
Bogga 92