30

Tashil Nazar

تسهيل النظر وتعجيل الظفر في أخلاق الملك

Baare

محي هلال السرحان وحسن الساعاتي

Daabacaha

دار النهضة العربية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1401 AH

Goobta Daabacaadda

بيروت

الْفَصْل الْخَامِس السجايا والأخلاق هَذَا مَا اسْتَقَرَّتْ عَلَيْهِ قَوَاعِد الْأَخْلَاق الْفرق بَين السجايا والأخلاق أما السجايا فقد اخْتلف فِي الْفرق بَينهَا وَبَين الْأَخْلَاق على وَجْهَيْن أَحدهمَا أَن السجايا مَا لم يظْهر الطبائع والأخلاق مَا أظهرتها فَكَانَت قبل ظُهُورهَا سجايا وَصَارَت بعد ظُهُورهَا أَخْلَاقًا وَالْوَجْه الثَّانِي أَن السجايا مَا لم يتَغَيَّر لطبع وَلَا تطبع والأخلاق مَا يجوز أَن يتَغَيَّر بطبع وتطبع وَزعم بعض عُلَمَاء الطِّبّ أَن السجايا والأخلاق تَابِعَة لمزاج الْبدن فِي أَحْوَال الطباعة بِالزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَان تزيد بزيادتها وتنقص بنقصانها فزعموا أَن الْغَضَب يسْرع بِكَثْرَة الْمرة الصَّفْرَاء ويضعف بقلتها وتكثر الْحَرَارَة والقحة والشجاعة مَعَ وفور الدَّم وتقل لقلته وَيكثر الْخبث والدهاء وَالْمَكْر لغَلَبَة الْمرة ويقل إِن قلت وَيكثر الْحلم والاناة لغَلَبَة البلغم ويقل إِن قل فاذا اعتدلت فِيهِ هَذِه الأمزجة اعتدلت أخلاقه فَكَانَت فَضَائِل وَإِن تجاوزت الِاعْتِدَال إِلَى زِيَادَة أَو نُقْصَان خرجت عَن الْفَضَائِل إِلَى الرذائل فِي الزِّيَادَة وَالنُّقْصَان وَالَّذِي عَلَيْهِ المتدينون أَن الله تَعَالَى ركبهَا فِي النُّفُوس وطبعها فِي الْفطر ٧ ب بِحَسب إِرَادَته على مَا قدره من أَحْوَال عباده وَجعل اخْتِلَاف الْأَخْلَاق كاختلاف الْخلق والصور الَّتِي لَهَا عِلّة غير إرادية

1 / 32