وهي كلها من هذا النمط الذي هذا نموذجه، وهي من الرسائل العقم الطنانة.
وقد كَلِفْت أنا في بعض الأوقات الى شيء من هذا النوع الذي توعّرَ وأعرض بخده عن الناظر إليه وصعَّر، فصنعتُ أنا هذه الرسالة، وهي جامعة للتصحيف والتحريف وقلب البعض، أولها: خبَّرنا حَبْرُنا المُوثَّق المُوفَّق المُسْنِدُ المُفيد المُقيِّد المُخْبِرُ المُحبِّر حَديثًا، جَدَّ بِنا هَزْلُه، هزَّله قلوبَنا فلَوْينا لِيْتَ العُنُقِ، لِبَثّ العبَق، حدَث حدَثٌ، مرّ بِنا مُرِينا تَخوّلَه نُحولُه يئِنُّ بين أهِلّة أهْلِه، لَطيفُ المجاذبة، لطَيْفِ المحادَثة إن نطَق انتطقَ بدُرٍّ ندَر، وردَ البناءَ فقالَ، وردّ إلينا فقالَ: أوعوا صِدْقي وَعوا قصدي، ثمّ نَمّ بما نَما، ونشرَ الحَبْرَ ويسر الخَبَر، ورجع قابلًا ورجّعَ قائِلًا: رَماني زَماني بداهية بُداهِته، حَتْله وحِيَله في فَيءِ المُتيَّمين المنتمين لآلِ عُذْرَة لا لغَدْرِه، السالينَ الشاكِينَ، وتَجْزيني وتَحْزيني تحكم بحكم، وهْيَ وهْيُ العاني العاتي الشِقِّ الشَقيّ التَّيِّق التقيّ، وإذا تعرّض وإذًا بغَرَض وِصالٍ قلّما سلِم فلمّا سلّم أغْيَدُ، أعتدُّ قُرْبَه قُربةً، بتجمُّل بتحمُّل كُلِّ كَلِّ، ترميه برُمَّته، عليه غَلَبَةُ صَبٍّ صَبَّ عَبراتِه، غير أنّه جرّب حرْبَ نفسِه بفتنتهِ وقاسَى وفاءً يَثني طُلْيَةَ طلَبِه عمّا عمّى توحُّده بوَجْدِه أسرَّ أسْرَ قلبي
1 / 23