يا جرةَ البيتِ قضاءً وسلفْ ... يا ليلةَ الخانِ إذا الخانُ وكفْ
يا حربَّ آبٍ عندَ سكانِ الغرفْ ... يا سوء كيلٍ وغلاءٍ وحشفْ
يا طيرةَ الشؤمِ ويا فألَ التلف ... يا ثلج ماءٍ مالحٍ فيه جيفْ
يا خزف التنورِ يا شرَّ الخزف ... يا سدةً في المنخرين من نغفْ
يا توبة الفقرِ ويا سنَّ الخرف ... منْ كان يشكو منْ هوى ومن شغفْ
فإنني منك لبغضاء وشف ... أدناهما منكَ الشقاءُ والدنفْ
بيتك بيتٌ نطفٌ كلَّ النطف ... لا يلتقي فيه العفافُ والشرفْ
بلْ تلتقي فيه بظورٌ وقلفْ ... كم طائرٍ أغفلتهُ حتى جدفْ
أحسنُ ما هرَّ به سوء الصلف ... لا زلتَ من دهركَ في شرِ كنفْ
يوليكَ منه جنفًا بعدَ جنْف ... ما لك في بغضك إن متَّ خلفْ
وقال الناجم
يابنَ أبي الجهمِ استمع على مهل ... ظرائفًا أهديتها على عجل
من نكتِ الشعرِ الرصين المنتخلْ ... يغرقنَ في بحرٍ خضمٍ لا وشلْ
يا شبهَ ماءِ البئرِ بردًا وثقلْ ... يا ليلةَ الهجرانِ هجرانَ المللْ
يا بكرةَ العاشقِ جاءتْ بالعذلْ ... يا فرقة الخلانِ يا صدَّ الخلل
يا كربَ الطلقِ ويا ثقلَ الجبل ... يا حيرةَ المملقِ أعيتهُ الحيلْ
يا نكرَ المفيقِ من أدهى العلل ... يا قوةَ اليأسِ ويا ضعفَ الأملْ
يا ريثةَ الرزقِ ويا وشكَ الأجلْ ... يا زحلَ الدهرِ ومريخَ الدول
ويا قذى الأعينِ لا كحلَ المقلْ ... يا ياسمينَ السقمِ لا وردَ الخجل
بل يا سماد الحش حقًا لا مثلْ ... يا كلَّ مذكورٍ كريهٍ وبخلْ
أقسمُ لولا أنَّ بي عنك كسل ... لجدَّ فيك الشعرُ طورًا وهزلْ
ممزقًا عرضكَ تمزيقَ السملْ ... لا زلتَ من دهرك في شرِ محلْ
يليك منه وجلٌ بعد وجلْ ... ما لكَ في بغضكَ إنْ متَّ مثل
إلا بنوك العررُ النوكَى السفلْ
وقال أبو نواس
قد علا الديوانَ كأبهْ ... مذ وليهِ ابنُ شبابهْ
يا غرابَ البينِ في الشؤ ... مِ ومئزابَ الجنابهْ
يا كتابًا بطلاقٍ ... وعزاء بمصابهْ
يا مثالًا من همومٍ ... وتباريحٍ وكأبهْ
يا رغيفًا ردهُ الب ... قالُ يبسًا وصلابهْ
كاتبٌ أيضًا فما م ... رَّ على رأسِ الكتابهْ
وقال ابن بسام يهجو أخاه
يا طلوعَ الرقيبِ يا بينَ إلفٍ ... يا غريمًا أتى على ميعادِ
يا ركودًا في يومِ غيمٍ وصيفٍ ... يا وجوهَ التجارِ يومَ الكسادِ
وقال العطوي
أتيتكَ مشتاقًا فلم أرَ حاجبًا ... ولا جالسًا إلا بوجهِ قطوبِ
كأنّي غريمْ مقتضٍ أو كأنني ... طلوعُ رقيبٍ أو نهوضُ حبيبِ
باب ٨١ في
الالتحاء
قال سعيد بن حميد في غلام التحى
هلا وأنتَ بماءِ وجهك تشتهي ... رؤدَ الشبابِ قليلَ شعرِ العارضِ
فالآنَ حين بدتْ بخدكَ لحيةٌ ... ذهبتْ بحسنك ملءُ كفِ القابض
مثل السلافةِ عادَ خمرُ عصيرها ... بعدَ اللذاذةِ خلَّ خمرٍ حامضِ
وقال ابن بسام في أخيه
يا مَنْ نعتهُ إلى الإخوانِ لحيتهُ ... أدبرتَ والناسُ إقبالٌ وإدبارُ
قد كنتَ ممنْ يهشُّ الناظرونَ له ... تغضُّ دونك أسماعٌ وأبصارُ
للهِ أيُّ فتى حانتْ منيتهُ ... وكلُّ شيءٍ له وقتٌ ومقدارُ
حانتْ منيتهُ فاسودَّ عارضهُ ... كما تسودَ بعدَ الميتِ الدارُ
وقال سعيد بن وهب المنسرح
ما بالكمْ يا ظباءَ وجرةَ أمْ ... ما بالكمْ يا جآذِرَ البقرِ
ماتوا فلم يدفنوا فيحتسبوا ... ففيهمُ عبرةٌ لمعتبرِ
كأنهم بعدَ بهجةٍ درستْ ... ركبٌ عليهم عمائمُ السفرِ
وقال مصعب
قد صافحتْ أقطارَ خدك لحيةٌ ... تركتهُ وهو مسودُ الأقطارِ
فكأنَّ خطَّ الشعرِ في جنباتهِ ... ليلٌ أقامَ على نجومِ نهارِ
باب ٨٢ في
قصر القامة
قال الناجم في العزيز الهزج
ألا يا بيدقَ الشطرن ... جِ في القيمةِ والقامهْ
لقد صغرَ منكَ الك ... لُّ غيرَ الدبرِ والهامهْ
فما تنفكُّ وجعاء ... كَ للوافرِ مستامهْ
1 / 63