لم تشنها استحالةُ اللونِ عندي ... إنها صبغةٌ كلونِ الشباب
وقال أعرابي المنسرح
من جلدِها خفها وبرقعها ... حوراءُ في غيرِ خلقةِ الحورِ
وقال بشار وإن لم يكن فيه تشبيه في سوداء
يكونُ الخالُ في خدٍ نقيٍّ ... فيكسبهُ الملاحةَ والجمالا
ويونقهُ لأعينِ ناظريهِ ... فكيفَ إذا رأيتَ اللونَ خالا
باب ٤٧ في
العناق
ومن التشبيه في العناق قول البحتري
تلكَ نعمٌ لو أنعمتْ بوصالٍ ... لشكرنا في الوصلِ إنعامَ نعمِ
نسيتْ موقفَ الجمارِ وشخصا ... نا كشخصٍ أرمى الجمارَ وترمى
وقال بكر بن خارجة
رأيتُ شخصكَ في نومي يعانقني ... كما تعانق لأمُ الكاتبِ الألفا
وقال البحتري المتقارب
ولم أنْسَ ليلتنا في العنا ... قِ لفَّ الصبا بقضيبٍ قضيبا
وقال ابن المعتز
كأنني عانقتُ ريحانةُ ... تنفستْ في ليلها الباردِ
فلوْ ترانا في قميصِ الدجى ... حسبتنا في جسدٍ واحدِ
وأحسنَ علي بن الجهم في قوله
سقى اللهُ ليلًا ضما بعد هجعةٍ ... وأدنى فؤادًا من فؤادٍ معذبِ
فبتنا جميعًا لو تراقُ زجاجةٌ ... من الخمرِ فيما بيننا لم تسربِ
وقال بشار ومنه أخذه ابن الجهم
خلوتُ بها لا يخلصُ الماءُ بيننا ... إلى الصبحِ دوني حاجبٌ وستورُ
وقال ابن الرومي
طالَ ما التفتْ إلى الصبحِ لنا ساقٌ بساقِ
في نقابٍ من لثامٍ ... وإزارٍ من عناقِ
باب ٤٨ في
الطيلسان
قال الحمدويُّ المنسرح
يأتيكَ في جبةٍ مخرقةٍ ... أطولُ أعمارِ مثلها يومُ
وطيلسانٍ كالآلِ يلبسهُ ... على قميصٍ كأنهُ غيمُ
وله في طيلسانِ ابن حرب تشبيهات جيادٌ منها
إنَّ ابنَ حربٍ جادَ لي كاسيًا ... بطيلسانٍ هرمٍ قشعمِ
انظرْ إلى كثرةِ تمزيقهِ ... كأنما مزقَ في مأتمِ
رمى له وهو رميمٌ كمنْ ... يبني بناءً فوقَ مستهدمِ
يصدعهُ اللحظُ بإيماضهِ ... صدعَ فؤادِ العاشقِ المغرمِ
تذكرني كثرةُ تمزيقهِ ... تفرقَ الناسِ عن الموسمِ
وله أيضًا
وطيلسانٍ إنْ تأملتهُ ... قددتهُ بالطولِ والعرضِ
كأنَّ إشفاقي عليه إذا ... غدوتُ إشفاقي على عرضي
لو أنهُ بعض بني آدمٍ ... كانَ أسيرَ اللهِ في الأرضِ
لبعض الأندلسيين
عبدكَ الوراقُ مذ وا ... ظبَ لا يأخذُ شيًا
وعليه طيلسانٌ ... قد طواهُ الدهرُ طيا
كلما رقعَ نجمًا ... طلعتْ فيه الثريا
وقال ابن الرومي فيه
يابنَ حربٍ كسوتني طيلسانًا ... يزرعُ الرفو فيه وهو سباخُ
تستطيرُ الفزورُ طولًا وعرضًا ... فيه حتى كأنهنَّ رخاخُ
وقال الحمدوي
وطيلسانٍ إن تأملتهُ ... لجَّ من التمزيقِ في محكِ
كأنه من طولِ رفوي بهِ ... يملكني مذ صار في ملكي
وله أيضًا
يابنَ حربٍ أطلتَ فقري برفوي ... طيلسانًا قد كنتَ عنه غنيا
فهو في الرفوِ آل فرعونَ في العر ... ضِ على النارِ بكرةً وعشيا
وله أيضًا
وطيلسانٍ هرمٍ يحتمى ... عليه أكلُ الخلِ والبقلِ
كنَّ كعبيَّ إذا انضمتا ... عليه خوفَ الريحِ في غلِّ
وقال ابن الرومي في هذا المعنى
ولي طيلسانٌ ناحلٌ غيرَ أنهُ ... ثبوتٌ لهباتِ الرياحِ الزعازعِ
وما ذاك إلا أنه متهتكٌ ... يخلِّي سبيلَ الريحِ غيرَ منازعِ
أراهُ كضوءِ الشمسِ بالعين رؤيةً ... ويمنعني من لمسهِ بالأصابعِ
شكا ثقلَ اسمِ الطيلسانِ لضعفهِ ... فسميتهُ سانًا فهل ذاك نافعي
وقال الحمدوني
طيلسانٍ ما زال أقدمَ في الده ... رِ من الدهرِ ما لرافيه حيلهْ
وترى ضعفهُ كضعفِ عجوزٍ ... رثةِ الحالِ ذات فقرٍ معيلهْ
غمرتهُ الرقاعُ فهو كمصرٍ ... سكنتهُ نزاعُ كلِّ قبيلهْ
وله المنسرح
قل لابنِ حربٍ مقالةَ العاتبْ ... ولستُ فيما أقولُ بالكاذبْ
أما رأيتَ الرفاءَ يجربني ... برفوهِ طيلسانكَ الذاهبْ
أفناهُ جودَ البلى عليه كما ... أفنَى الهوى قلبَ خالدِ الكاتبْ
باب ٤٩
1 / 52