تنظمُ منها لؤلؤًا في سلوكهِ ... ومن عجبٍ تنظيمُ ما لا يثقبُ
وقال الخنساء المتقارب
وقافيةٍ مثلِ حدِّ السنا ... نِ تبقى ويذهبُ من قالها
نطقتَ ابنَ عمروٍ فسهلتها ... ولم ينطقِ الناسُ أمثالها
وقال دعبل في هذا المعنى
سأقضي ببيتٍ يعلمُ الناسُ فضلهُ ... ويكثرُ من أهلِ الروايةِ حاملهْ
يموتُ رديُّ الشعرِ من قبلِ أهلهِ ... وجيدهُ يبقَى وإنْ ماتَ قائلهْ
وقال ابن هرمة
إنّي امرؤٌ لا أصوغُ الحلىَ تعملهُ ... كفايَ لكنْ لساني صانعُ الكلمِ
وقال ابن حازمٍ يصف أبياتًا له
فأبعثهنَّ أربعةً وخمسًا ... بألفاظٍ مثقفةٍ عذابِ
فكنَّ إذا وسمتُ بهنَّ قومًا ... كأطواقِ الحمائمِ في الرقابِ
وقال ابن هرمة مثله
إني إذا ما امرءٌ خفتْ نعامتهُ ... في الجهلِ واستحصدتْ منه قوى الوذمِ
عقدتُ في ملتقى أوداجِ لبتهِ ... طوقَ الحمامةِ لا يبلَى على القدمِ
وهجا رجلٌ من بني حرام الفرزدق فجاء به أهله إليه موثقًا فقال الفرزدق
فمنْ يكُ خائفًا لهناتِ شعري ... فقد أمنَ الهجاءَ بنو حرامِ
همُ قادوا سفيههمُ وخافوا ... قصائدَ مثل أطواقِ الحمامِ
وقال ابن الرومي
حباني بما يعيا به كلُّ واهبٍ ... وحبرتُ ما يعيا به كلُّ حائكِ
فأعدمهُ مدحَ الغثاثِ مدائحي ... وأعدمني رفدَ الألدِّ المسالكِ
وما لربيعٍ ممطرٍ من مجاودٍ ... وما لبقيعٍ مزهرٍ من محاوكِ
باب ٤٤ في
وصف الذكر
قال ابن الرومي يصف ذكرًا
كأنَّ صوت الأعجزِ المتينِ ... في طيزِ ذاتِ الكفلِ الرزينِ
صوتُ يد العجانِ في العجينِ ... أو رجلِ رهاصٍ مشى في الطينِ
أيرٌ غليظٌ في حرٍ سمين ... من غادةٍ وافرةِ المتينِ
تواضعتْ لا للتقى والدينِ ... تحتَ فتًى من قلبها مكينِ
تواضعَ البطَّةِ للشاهينِ
وقال آخر
وفيشةٍ زينٍ وليستْ فاضحهْ ... نابلةٍ طورًا وطورًا راسخهْ
كأنها صنجةُ ألفٍ راجحهْ
وقال راشد بن إسحاق يرثي ذكره
طالَ ما قمتَ كالمنارةِ تهتزُّ اهتزازًا تسمو إليه العيونُ
ربَّ يومٍ رفعتُ فيه ثيابي ... فكأنّي في مشيتي مختونُ
وقال جحشويه المنسرح
أبصرتُ ظبيًا مقارنًا جملًا ... يمشي بأيرٍ كأنه سمكهْ
فناكني لا عدمتُ نيكتهُ ... نيكَ الحصانِ العنيفِ للرمكهْ
وقال أبو نعامة المنسرح
كأنه والأكفُّ تلمسهُ ... عنقُ ظليمٍ بغيرِ منقارِ
أنعظَ حتى كأنَّ فقتحتهُ ... مشدودةٌ في زيارِ بيطارِ
وقالت عمرة بنت الحمادية
أنعتُ عيرًا هو أيرٌ كلهُ ... حافرهُ ورأسهُ وظلهُ
أنعظَ حتى طارَ عنه جلهُ ... كأنَّ حمَّى خيبرٍ تملهُ
إدخالهُ عامٌ وعامٌ سلهُ
وقال آخر
أنعتُ أيرًا من أيورِ الزطِّ ... لم ينثنِ قطُّ ولم ينحطِّ
كأنما قطَّ على مقطِّ ... كأنه صلعةُ شيخٍ قبطي
وقال آخر
وفيشةٍ جاءتْ من الحجازِ ... في رأسها داءٌ من الحزازِ
تبرقُ من نعظٍ كزرقِ البازي
وقال بيدونُ غلام ابن عمار في خلاف ذلك
فهل لك في أيرٍ فجعتُ بنصفهِ ... وبالثلثِ بعد النصفِ منه وبالعشرِ
فلم يبقَ منه غير شيءٍ كأنه ... على مثلِ زرِ البردِ من صفرِ القدرِ
ولراشد الكاتب تشبيهات في ذكرهِ منها
ينام على كفِّ الفتاةِ وتارةً ... له حركاتٌ ما تحسُّ بها الكفُّ
كما يرفعُ الفرخُ ابنُ يومين رأسهُ ... إلى أبويه ثمَّ يدركهُ الضعفُ
تطوقَ فوقَ الخصيتينِ كأنه ... رشاءٌ على رأسِ الركية ملتفُّ
وله
أيرٌ ضعيفُ المتنِ رثُّ القوى ... لو شئتُ أن أعقدهُ لانعقدْ
غنْ يمسِ كالبقلةِ في لينها ... فطالما أصبح مثل الوتد
وله
تعقفَ واستوى الطرفانِ مه ... كمثلِ الدالِ من خطِ الكتابِ
وله المتقارب
وقد كنتَ تملأ كفَّ الفتاةِ ... فأصبحتَ تدخلُ في الخاتمِ
وله
كأنه وهو مقعٍ فوق خصيتهِ ... مسافرٌ تحتهُ خرجانِ من أدمِ
وله
1 / 50