397

Tasawwuf

التصوف الإسلامي في الأدب والأخلاق

Noocyada

وهو في هذه الأبيات يجعل السمع نظرا يرى به طيف الملام، والتكلف في هذه الصورة تكلف مقبول؛ ومن التكلف ما يقبل لأنه يمثل لنا أخص النواحي الوجدانية في ابن الفارض وهو شغفه باستحضار صورة المحبوب، ألسنا نراه يشطر وجوده شطرين يحسد أحدهما الآخر، ويجعل بصره يتمنى لو عاد سمعا لينعم بأخبار الحبيب؛ إذ يقول:

بعضي يغار عليك من بعضي ويح

سد باطني - إذ أنت فيه - ظاهري

13

ويود طرفي إن ذكرت بمجلس

لو عاد سمعا مصغيا لمسامري

واستحضار صورة المحبوب من أسرار العبقرية في شعر ابن الفارض فهو في أكثر شعره لا يشغلنا بنفسه كما يشغلنا بذلك الحبيب، وإنه ليرى روحه أصغر من أن تقدم هدية لمبشره بقدوم أهل هواه:

وحياتكم وحياتكم قسما وفي

عمري بغير حياتكم لم أحلف

لو أن روحي في يدي ووهبتها

Bog aan la aqoon