والسمع لا يصغي إلى متكلم
إلا إذا ما حدثوه بحلاكا
وحدثوا أن ذا النون قال: بينا أنا مار في شوارع مصر إذ رأيت جارية مسفرة بغير خمار، فقلت لها: يا جارية! أما تستحين أن تمشي بغير خمار؟ فقالت: يا ذا النون، ما يصنع الخمار، بوجه قد علاه الاصفرار؟ فقال ذو النون: ومن أي شيء علاه الاصفرار؟ قالت: من محنته. قلت: يا جارية! عساك تناولت شيئا من شراب القوم! فقالت: اسكت يا بطال! شربت بكأس وده ونمت مسرورة، فأصبحت بحب مولاي مخمورة. فقلت: يا جارية! عسى فائدة أنتفع بها منك، أو وصية أرويها عنك؟ فقالت: يا ذا النون عليك بالسكوت، حتى يتوهموا أنك مبهوت، وارض من الله بالقوت، يبن لك بيتا في الجنة من ياقوت، ثم أنشدت:
تهتك ولا تخش في الحب عارا
وإياك إياك تبدي استتارا
وبادر إلى الباب مع فتية
لهم في الظلام عيون سهارى
وإن خفت عند المسير الضلال
فوجه حبيبك يهدي الحيارى
1
Bog aan la aqoon