واهتمام الصوفية بمدح الرسول كان له أثر بليغ في الأدب، والقارئ يستطيع الرجوع إلى كتاب (المدائح النبوية) الذي نشرناه في السنة الماضية ليرى كيف مدح الرسول أولا على الطرائق الجاهلية، وكيف انتقل هذا الفن إلى التشيع، وكيف عاد مدحا خالصا للرسول، وكيف صار بعد ذلك فنا أدبيا صرفا تقيد به ضروب الزخرف باسم البديعيات، وأثر ذلك كله في نشر الثقافة الأدبية.
وكان يتفق أن تغلب على المادحين وقدة الشوق كما نرى في قول ابن العريف:
شدوا المطايا وقد نالوا المنى بمنى
وكلهم بأليم الشوق قد باحا
سارت ركائبهم تندى روائحها
طيبا بما طاب ذاك الوفد أشباحا
نسيم قرب النبي المصطفى لهم
روح إذا شربوا من ذكره راحا
يا سائرين إلى المختار من مضر
سرتم جسوما وسرنا نحن أرواحا
Bog aan la aqoon