Tasawwuf Wa Imam Shacrani
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني
Noocyada
ويقول نيكلسون: «إن الشعراني كان لسعة علمه بالدين يحارب الفقهاء بسلاحهم؛ ولذلك نجح في حملته التي تركت أكبر الآثار.»
وحملة الشعراني على الفقهاء من رجال الأزهر الذين لم يتخلقوا بالآداب الإسلامية، ولم يقوموا بواجبات العلم الديني، ولم يتفقهوا حقا روح الفقه الإسلامي تشغل جانبا كبيرا في جهاده في سبيل بناء الفكر الإسلامي من جديد.
وهي حملة نشأت عنها أحداث كبرى أثرت إلى أبعد مدى في حاضر الأزهر في أيامه وما تطور إليه بعد ذلك.
فقد انقسم الأزهر إلى فريقين: الفريق الأول يناصر الشعراني ويؤيده، ويدعو بدعوته، ويطالب الأزهر بتحقيق رسالته . أما الفريق الثاني فقد أعلنها خصومة مرة حادة أحاطت بالشعراني ولاحقته حيا وميتا.
بل لقد كانت حملته سببا في تلك الشائعات الكاذبة التي أحاطت بالشعراني ولم تفارقه إلى يومنا.
بل أخطر من هذا كانت السبب المباشر لمؤامرة طالما أصابت رجال التصوف، وهي مؤامرة تشويه كتب الشعراني بالدس والتزييف فيها.
ولا عجب في هذا فقد زيفوا كتبا على الشعراني في حياته، وزيفوا مقدمة لبعض كتبه بين سمعه وبصره مما سنعرض له بالتبيان والتفصيل.
ثورة الأزهر على الشعراني
نظر الفقهاء إلى الشعراني نظرتهم إلى زنديق مارق؛ فقد تجرأ على قداستهم، واستطال على مكانتهم، وتهكم بعلومهم ومعارفهم.
وأخطر من هذا أنه انتزع زعامة الجماهير من أيديهم، وظفر وحده دونهم بالكلمة النافذة والمكانة العالية لدى الأمراء والملوك في مصر وإستانبول معا.
Bog aan la aqoon