Tasawwuf Wa Imam Shacrani
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني
Noocyada
وبقي رجل واحد لا يسعى إلى أمير المؤمنين، ولا يمشي في الركاب، ولا يحني رأسه تلك الانحناءات الذليلة التي عرفت في المراسيم التركية.
وارتفع همس إلى السلطان سليم بتخلفه، وتضخم الهمس فغدا دويا، فاسم الشعراني يزاحم الشمس، فلا يمكن أن يختفي، ولا يمكن أن يتوارى، ولا يمكن ألا يلمس الزائر العظيم تخلفه.
وحدثت الكرامة أو حدثت الآية التي طالما أكرم الله بها رجاله وعباده الذين عفوا عن الدنيا، فسعت إليهم الدنيا.
أجل لقد سعت الدنيا، سعت الخلافة التركية بجلالها وبهائها إلى الرجل العابد القانت المتواضع المعرض عن الدنيا وأساليب الحياة.
سعى الخليفة العظيم إلى الصوفي العظيم، فكان ما بينهما رمزا إلى الدنيا والآخرة، وبين دهشة الحاشية وعجب الأمراء وذهول العلماء والفقهاء، التمس السلطان سليم طريقه إلى الشعراني.
وكان يوما عظيما تاريخيا للرجلين الكبيرين، ومن هذا اليوم لم يستطع حاكم في القاهرة أن يعصي للشعراني أمرا، أو يرد له طلبا.
وكان القضاء في مصر خلال تلك الحقبة من التاريخ للقاضي محيي الدين عبد القادر الأزبكي، وكان في طبعه حدة، فاصطدم بنائب السلطان سليم على مصر، فأهدر النائب دمه، وخصص جائزة لقتله.
واختفى القاضي طويلا حتى إذا ضاقت عليه الأرض بما رحبت ، وضاقت به حياته انطلق إلى الشعراني شاكيا لائذا، وتعهد للشعراني أن يقيم مسجدا لله إن أنقذه من شر خصمه ونجاه من تلك المحنة.
وابتسم الشعراني وتناول عودا رفيعا من الأرض وقال له: اذهب فألق الحاكم بهذا العود، ولا تخش سوءا ولا شرا.
فتردد القاضي وأذهله هذا الأمر، فقد تشفع له الأمراء والسادة فلم تقبل شفاعتهم، فكيف يستجيب الحاكم بعد ذلك، ولا شفاعة اليوم ولا وساطة إلا عود صغير من الشيخ.
Bog aan la aqoon